الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

إيران كانت أقرب إلى القنبلة النووية أكثر مما تعتقد الاستخبارات الغربية؟

إيران كانت أقرب إلى القنبلة النووية أكثر مما تعتقد الاستخبارات الغربية؟
إيران كانت أقرب إلى القنبلة النووية أكثر مما تعتقد الاستخبارات الغربية؟
A+ A-

كتب مايكل هيرش في مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن الأرشيف الإيراني الذي استولى عليه عملاء للاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" هذه السنة يظهر أن البرنامج النووي لطهران متقدم أكثر مما تعتقد وكالات الاستخبارات الغربية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك استناداً إلى خبير نووي بارز عاين الوثائق.

وأوضح أن الخلاصة تفيد أنه إذا ما انسحبت إيران من الاتفاق النووي المتعدد الطرف لعام 2015، والذي سبق للرئيس الأميركي دونالد ترامب أن تخلى عنه، فإن لدى طهران من المعلومات ما يمكنها من بناء القنبلة النووية بسرعة، وربما في غضون أشهر، كما قال ديفيد أولبرايت العالم الفيزيائي الذي يدير معهد العلوم والأمن الدولي غير الربحي في العاصمة الأميركية. وأفاد هذا العالم أن إيران لا تزال في حاجة إلى انتاج أورانيوم من المستوى الصالح لصناعة القنبلة، وأنه إذا ما عاودت العمل بأجهزة الطرد المركزي لديها، فإن في امكانها أن تحصل على ما يكفيها في فترة تراوح بين سبعة أشهر و12 شهراً.

وأضاف أنه قبل عام 2015، الذي تفاوض خلاله بشكل أساسي وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري ووزير الخارجية الإيراني الحالي محمد جواد ظريف، كانت إيران تحتاج الى شهرين للوصول إلى مستوى التخصيب اللازم لإنتاج قنبلة نووية، ولكن بموجب ذلك الاتفاق تعين على إيران شحن 97 في المئة من وقودها النووي إلى خارج البلاد وتفكيك معظم أجهزة الطرد المركزي لديها. ويقول الخبراء إن كشف امتلاك إيران قدرات أكثر تقدماً لصنع قنبلة نووية بنفسها- بخلاف قدرتها على انتاج وقود صالح للقنبلة، وهو ما كان محط التركيز في الاتفاق النووي- هو اكتشاف مفاجئ ومزعج بالنسبة إلى المعلومات الاستخبارية الجديدة.

ونقل هيرش عن أولبرايت "أن الأرشيف مليء بمواد جديدة عن برنامج التسلح النووي الإيراني. ومن غير المعقول كم ان فيه من المعلومات". ومن الخلاصات الرئيسية التي خرج بها نتيجة دراسة الوثائق أن الإيرانيين "كانوا أقرب الى القنبلة النووية مما كانت تعتقد أجهزة الاستخبارات الغربية". ويغطي الأرشيف الذي يضم أكثر من مئة ألف صفحة، الفترة من 1999 إلى 2003، أي قبل عقد من بدء المفاوضات النووية. لكن كمية الوثائق الهائلة تظهر أن واشنطن والوكالة الدولية للطاقة الذرية كانتا دوماً تقللان شأن مدى قرب إيران من امتلاك القنبلة. وذكر أولبرايت بأن "الولايات المتحدة كانت تصدر تصريحات تقول فيها إن إيران ستستغرق ما بين سنة أو سنتين كي يكون في امكانها الوصول إلى قنبلة نووية. إن المعلومات الواردة في الأرشيف توضح أن طهران كان في امكانها ان تفعل ذلك في وقت أسرع". وأشار إلى أن الحكومة الفرنسية التي كانت تقول إن إيران يمكنها صنع القنبلة في غضون ثلاثة أشهر، كانت أدق في تقديراتها. وأعلن أن المحللين لا يزالون مكبين على محتويات الأرشيف، الذي قيل إنه يقتفي أثر البرنامج النووي الكوري الشمالي والتحقيق في برامج أسلحة الدمار الشامل العراقية التي تعود إلى التسعينات. وخلص الى القول: "لا أعتقد إن الإسرائيليين قد قرأوا كل شيء... وكل يوم يمضونه في دراسة الأرشيف يكتشفون شيئاً جديداً".

وتقول إسرائيل إن عملاء من "الموساد" استولوا على الأرشيف في غارة ليلية على مستودع بطهران نهاية كانون الثاني. وأواخر نيسان كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعض محتوياته في خطاب اعتبر محاولة لحض الرئيس الأميركي دونالد ترامب على التخلي عن الاتفاق النووي مع إيران. وقال نتنياهو إن "هذه الملفات تثبت بشكل قاطع أن إيران تكذب بوقاحة عندما قالت إنه لم يكن لديها برنامج للتسلح النووي".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم