السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

أطالب بتنفيذ القوانين

أطالب بتنفيذ القوانين
أطالب بتنفيذ القوانين
A+ A-

أنتمي إلى أسرة تهتمّ بتعليمي في واحدة من أرقى مدارس لبنان. حتّى الأمس القريب، كنت أعتقدُ أنّ جميع الأولاد يذهبون إلى المدارس بمعزل عن مستواها. لكن، منذ أسبوعين، وبينما كنتُ عائدة مع أهلي من كفرشيما، وفي زحمة السير الخانقة، لفت نظري أولاد يتزاحمون على التسوّل من ركّاب السيّارات. فتحت نافذتي، وسألت أحد الصّبية إن كان يتعلّم. فوجئت بجوابه: ماذا تعني المدرسة؟ وقال آخر: أحبّ المدرسة لكن أبي لا يرسلني إليها.

عدت إلى البيت في صدمة وحزن، وأنا أفكّر بهؤلاء الأولاد. رحتُ أطرح على جدّي أسئلتي وأصارحه بأفكاري عن موضوع الأولاد وحقوقهم في التّعليم. وأخبرته عما رأيته على الطريق.

هنّأني جدّي على عاطفتي وتفكيري. راح يقول إن للأولاد حقوقاً كثيرة منها الطّبابة والرّعاية والتّعليم. والأولاد المشرّدون هم ضحيّة الكبار من أهل ومسؤولين لا يقومون بأبسط واجباتهم في تأمين حقوق هؤلاء الضّعفاء البريئين. ثمّ أخبرني عن قانون اسمه الزاميّة التّعليم، لكنّ هذا القانون لم يطبّقه المسؤولون، يا للأسف، كما أخبرني جدّي. وهذا يعود لجهل الأهل وتقاعس المسؤولين عن القيام بواجباتهم.

إنّ وجود الأولاد خارج المدرسة يعني زيادة الجهل والأمّيّة، وتراجع حضارة البلاد والانفتاح فيها.

ليتني أستطيع ايصال صوتي لكلّ من يعنيهم هذا الموضوع، لأطالبهم بالعمل الفوريّ على إعادة كلّ ولد إلى المدرسة، التي هي مكانه الطبيعيّ.

المشهد الذي رأيته جعلني أعد نفسي وجدّي بالعمل على هذا الموضوع عندما أكبر. واليوم أطالب المسؤولين بالعمل على تنفيذ القوانين، والأهل بأن يعرفوا مصلحة أبنائهم، فتكون أولويتهم رغم كلّ الظروف.

سارة نصر

SABIS International School Adma

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم