صعوبات الهجرة والتأقلم مع المجتمعات المختلفة

عن "غدي وروان" لفاطمة شرف الدين

شخصيًّا، أحبّ القراءة كثيرًا وأمضي الكثير من الوقت في مطالعة الكتب. فضلاً عن الفوائد اللغويّة فإنّها تنقلني من العالم الحقيقي إلى العالم الخيالي حيث تنتهي الحكايات بنهاية سعيدة، خالية من المشاكل.

أحبّ مطالعة القصص لمختلف الأدباء اللبنانيين والعرب، خصوصًا للكاتبة اللبنانيّة فاطمة شرف الدين، فهي تتناول في كتاباتها مشاكل يواجهها الناشئون في حياتهم اليوميّة: مشاكل عائليّة، مدرسيّة، اجتماعيّة كالهجرة مثلاً.

من قصص الأديبة فاطمة شرف الدين قصّة "غدي وروان" التي تدور أحداثها حول صديقين، غدي وروان، فبعد انتهاء العطلة الصيفيّة، يعود كلّ منهما إلى حياته المملّة حيث كلّ يوم يشبه الآخر، غدي في بروكسل، وروان في لبنان. يواجه البطلان خلال عامهما الدراسيّ الكثير من المشاكل، في المدرسة أو في المنزل، فيتبادلان الرسائل كلٌّ من موقعه يروي ما يحدث معه، يصف ما يراه ويعلّق على كلّ ما هو غريب أو مستورد من عادات وتقاليد.

تعرّفت من خلال هذا الكتاب على ما يعانيه اللبنانيّون الذين اختاروا ترك لبنان للعمل في أوروبا وعايشت صعوبات تأقلم أبنائهم في مجتمع مختلف تمامًا عن عاداتنا وتقاليدنا. وأحسست بشوقِ هؤلاء للرجوع خلال العطل المدرسيّة إلى لبنان بهدف لقاء الأهل والأقارب والأصدقاء.

- 2 -

أشجّع كلّ الأطفال والناشئين وحتّى البالغين على المطالعة لاستثمار الوقت لا لقتله، معظم الناشئين في أيّامنا هذه يقضون أوقاتهم أمام شاشات الهواتف الذكيّة والألعاب الإلكترونيّة، وقليلون هم الذين يقرأون في أوقات فراغهم. فهل مَن يستمع إلى هذه النصيحة المجانيّة؟

صوفي الحايك

كرمل القديس يوسف - المشرف