الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل تنعكس نظافة الأخلاق على نظافة الأحراج؟

هل تنعكس نظافة الأخلاق على نظافة الأحراج؟
هل تنعكس نظافة الأخلاق على نظافة الأحراج؟
A+ A-

الطّبيعة قلب ينبض بالأمل فينعش الإنسان ويمدّه بالحياة.

هذه الهبة الربانيّة وقعت فريسة بطش بعض البشر، فنصبوا لأحراجنا العداء.

ما أهميّة الأحراج، وما دورنا تجاهها، وكيف السّبيل لنكون حبل نجاتها من الموت؟

الأحراج ثروة وطنيّة نظرًا لأهميّتها البيئيّة والجماليّة، فالتّيجان الخضراء الّتي تكلّل جبال لبنان وسفوحه هي مرآة لجمال هذا البلد، وسحر يُغري السّائح، فضلاً عن دورها في تأمين التوازن المناخيّ، وعدم انجراف التربة، كما أنّها تضبط ثاني أوكسيد الكربون في الهواء.

إلّا أنّ هذه الثّروة الحرجيّة تحوّلت مطمراً لأطنان من النّفايات، بعدما عاثت الأيادي فيها فساداً. من المحزن أن نرى الأحراج تفقد رونقها وتلفظ أنفاسها، وقانون الغابات والأحراج الصّادر عن مجلس النواب في 24/7/1996 قد فقد قيمته ولا يجري العمل به، كما يسهل خرقه بلا خجل.

لقد غدت الأحراج حضنًا يُلقى فيه كلّ ما لا يحتاجه الإنسان، لذا غزت الحشرات أحراجنا، فهدّدت الأخضر بالفناء، وأحالت ما بقي منه يباساً، فاستوطن الأصفر المكان معلنًا عن حجم المأساة التي تطرق الأبواب.

أضف إلى قضم الأحراج والفتك بكنوزها، الكسّارات التي تلتهم ما تلتهمه.

وفي سكرات الموت الأخيرة تستقبل الأحراج العائلات في جوّ ترفيهيّ، إلا أنّ الضّيف يسيء إلى مضيفه، فيترك البعض مخلّفات غالبًا ما تتحوّل ألسنة لهب تبيد كلّ بارقة أمل.

أمام هذا الواقع المرير، ينبغي ألا نقف مكتوفي الأيدي، فكيف نبادل مَن وهبنا الجمال والحياة المتوازنة بالقسوة ونكران الجميل؟ ألا يجب أن نبادل الإحسان إحسانًا؟ فلنكن محطّ ثقة الطّبيعة، ونبادر نحن -المستفيد الأوّل- إلى إيجاد حلول من شأنها أن تضع حدّا لأعداء البيئة، فنعمل مثلاً على تأسيس جمعيّات تغرس قيم حبّ البيئة في نفوس الأفراد كما تغرس الشّتلة في قلب الأحراج، فتنشر إعلانات أو تجري مسابقات، أو تقيم حملات تنظيف وتشجير. لا يخفى على أحد دور المدارس والمناهج التعليميّة في تأكيد أهميّة البيئة وبناء الوعي الكافي لطريقة التعامل السليم معها، من خلال الكتب ومحتواها التوعويّ، والاشتراك بمسابقات بيئيّة، وغيرها من الطّرق المجدية.

كما أنّ منع مياه الصّرف الصحيّ من أن تصبّ في أحراجنا، يُعدّ واحداً من أهمّ المسؤوليات الملقاة على عاتق الدولة.

كذلك فإنّ التّحطيب الجائر بهدف التّدفئة وصناعة الورق، يكّلف الأحراج ثمنًا باهظًا.

وفي الختام، يبقى السؤال: هل سيتصدّى اللبنانيّ لهذه الهجمة الشّرسة ويقف كجبل لا تغلبه رياح؟ وهل ستنعكس نظافة الأخلاق على نظافة الأحراج؟

زينب عبد السّاتر

ثانويّة البتول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم