الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

إحياء ذكرى إملي نصرالله: "أنا الفلاحة" و"ما من شيء يحدث بالمصادفة"

المصدر: "النهار"
كني-جو شمعون
إحياء ذكرى إملي نصرالله: "أنا الفلاحة" و"ما من شيء يحدث بالمصادفة"
إحياء ذكرى إملي نصرالله: "أنا الفلاحة" و"ما من شيء يحدث بالمصادفة"
A+ A-

يعبرون الحياة بطريقة مختلفة، تاركين بالرغم من رحيلهم بصمات تحاكي الخيال وقصصاً تهزّ الكيان. #إملي_نصرالله خلّدت في المكتبة اللبنانيّة واحةً واسعةً من الروايات التي ترجمت إلى لغات عدة فعرّفت العالم إلى لبناننا الجميل.

في قاعة نادين لبكي في البيال، نادين توما، مهى نصرالله ولينا أبيض يتذكرن مع الحضور الروائيّة إملي نصرالله.

بعد عرض فيلم قصير أُعِدَّ للمناسبة، مدّته نحو العشر دقائق بعنوان "المكان"، تيمّناً بالكتاب الأخير الصادر عن "دار قنبز"، وفيه روايات مرتبطة بحياة نصرالله وقريتها وقصص عن العائلة والأهالي في زمن الحربين العالميّتين والهجرة والمعاناة التي مُنِيوا بها…

تخلّلت الذكرى فيديوهات خاصة التقطت قبل وفاة الكاتبة وصوراً من الماضي، وتفسيراً لمفردات لبنانيّة قديمة مميّزة كانت نصرالله تردّدها، ما مَكّنَ من استحضار الكاتبة بين المشاركين بالرغم من رحيلها.

جدليّة النسويّة والإنسانية

اتخذ النقاش حول كتاب "المكان" أبعاداً عدة. تقول توما أنّ للمكان "زوايا انتروبولوجية، جغرافية، لغوية…" فيما تفتتح أبيض، المخرجة المسرحية التي عملت على إخراج" طيور أيلول" لإملي نصرالله مسرحياً، نقاشاً حول النزعة النسويّة لدى الكاتبة، مشيرة إلى الأثر الذي تركه المكان فيها عند قراءته: "بكيت أنا وأقرأ الكتاب. بكيت أمام الطلاب وأنا أخبرهم عنه"، معتبرة أنّ تجسيد الروائيّة في كتاب "المكان" لحياة النساء في القرية ومعاناتهنّ، وضع المؤلفة في خانة النسوية، فيما تعارض ابنتها مهى نصرالله هذا الرأي، مؤكدة أنّ إملي لم تكن تعتبر نفسها يوماً كاتبة نسوية، بل كانت في الواقع إنسانية قائلة: "صحيحٌ أنّ أغلبية شخصيات قصص القرية نساء، لكن إملي لم تكن يوماً تعتبر نفسها نسويّة، إنّما كانت مواقفها دفاعاً عن الإنسان ككلّ، ونصرةً لأي مضطهد ومظلوم"، هذا وتستكمل توما وجهة نظر مهى، مشيرة إلى أنّ شخصيات الرجال في النصوص لا تقلّ أهميّة عن تلك التي تجسّد النساء. فإملي "الإنسانة" ولدت عام 1931 ونمت ملهفة بالعلم والحريّة.

إملي نصرالله و"التدبير الإلهي"

تنوّه المُحاضِرات إلى إيمان إملي نصرالله. فخلال فترة الأربعة أشهر التي كنّ يعملن معها، تعرّف فريق العمل على "إنسانة مؤمنة بالتدبير الإلهي"، وبأنّ "ما من شيء يحدث بالمصادفة"، متمسّكة بأصولها، متصالحة مع جذورها، معتزّة وهي تقول: "أنا الفلاحة…".

عسى أن يكون للبنان كتّاب جدد على مثال إملي، يدافعون عن الإنسان وحقوقه من دون أي تمييز أو تفرقة، ويحيون صور الماضي الجميل حفاظاً على إرثنا الثقافي والتاريخي.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم