الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"إجاصة العذاب"... دليل مرعب على وحشية الإنسان!

جاد محيدلي
"إجاصة العذاب"... دليل مرعب على وحشية الإنسان!
"إجاصة العذاب"... دليل مرعب على وحشية الإنسان!
A+ A-

لا شك أن الإنسان يمكن أن يميل بشكل كبير الى الإجرام الذي لا يمكن وصفه وتخيله، وفي هذا الإطار لسنا بحاجة الى أدلة، فالحروب والمعارك المرعبة التي قام بها الإنسان وما نتج عنها من وحشية وظلم وعنف كافية لإثبات هذه الحقيقة. لكن الى أي مدى تتخيلون يمكن أن يصل إجرام البشر؟ إنتشرت في الماضي الكثير من أدوات التعذيب والقتل، كـ"الخازوق" العثماني على سبيل المثال، لكن هل سمعتم يوماً بـ"إجاصة العذاب"؟ 

تخيلوا كتلة من المعدن يتم إقحامها داخل المستقيم، لدى هذه الكتلة شكل إجاصة مع رأس بصلي ونهاية أسطوانية، التي يكون متصلاً بها برغي لولبي يتم تدويره بواسطة مفتاح قابل للإزالة، ولكل أداة مفتاح فريد بها لا تنفتح أو تنغلق إلا باستعماله، ثم يقوم جلادك، بعد حشرها في المستقيم، بسؤالك عن أية معلومات، أو اعترافات، أو أيا كان ما يرغب في استخلاصه منك. بعد أن تمتنع في البادئ بالطبع مثلما قد يفعل معظم أبطال الأفلام، يبدأ الجلاد بتدوير البرغي في نهاية الأداءة مما يجعل الرأس البصلي المحشور في المستقيم على الانفتاح والتوسع، يتسبب هذا بضغط رهيب على جدار المستقيم والنهايات العصبية الموجودة فيه ما يؤدي إلى ألم مروع أو حتى يمكن أن يتمزق نسيج المستقيم الهش، ما يؤدي بك إلى نزيف داخلي حاد يوصل الإنسان الى الموت.

لكن الهدف من أداة التعذيب هذه التي ذُكرت في بعض الكتب التاريخية ليس القتل إنما التعذيب فقط. لكن هناك من يشك في هذا الأمر كثيراً، ويعتقد بأن أداة إجاصة التعذيب لم تكن موجودة قبل القرن السابع عشر، أو على الأقل ليس على الطريقة التي يتم تخيلها بها. ووفقاً لبعض الروايات الحديثة، لم تكن إجاصة العذاب تستعمل إلا في الوقت الحديث، ولم تكن تستعمل في المستقيم، بل كانت تحشر في أفواه ضحاياها، وهذا في حالة السطو المسلح على البنوك أو المنازل، أو أية مؤسسات ما، فكان اللصوص يحشرونها في أفواه الضحايا حتى لا يتمكنوا من طلب المساعدة أو الاتصال بالشرطة، وفي بعض الأحيان يقال أن المختطفين كانوا يحشرونها في أفواه رهائنهم ثم يطالبونهم بفدية مقابل منحهم مفاتيحها أو إزالتها عنهم، وهناك من يقول إنه كان يطلق عليها اسم "إجاصة الخنق".

لكن يوجد الكثير من نماذج هذه الأداة على مستوى العديد من المتاحف العالمية، التي يتم وصفها على أنها أدوات تعذيب كلاسيكية من العصور الوسطى، ومن بينها نجد الكثير من الشهادات والروايات التي تفيد بأنها كانت تستخدم على النساء بشكل خاص ممن اتهمن بالإجهاض العمدي، أو الخيانة الزوجية، أو إقامة علاقة جنسية خارج إطار الزوجية، كما تفيد الكثير من الروايات كذلك أن من بين ضحاياها كانت النساء ممن اتهمن بممارسة السحر والشعوذة، وكذا الرجال ممن اتهموا بالهرطقة فكانت تحشر في أفواههم ويتم توسيعها حتى تتسبب في تحطيم أفكاكهم.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم