السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

عاجل من إندونيسيا... هل نجا هذا الطفل من حادث تحطّم طائرة "لايون اير"؟

المصدر: "النهار"
هالة حمصي
هالة حمصي
عاجل من إندونيسيا... هل نجا هذا الطفل من حادث تحطّم طائرة "لايون اير"؟
عاجل من إندونيسيا... هل نجا هذا الطفل من حادث تحطّم طائرة "لايون اير"؟
A+ A-

حصدت صورة طفل باك، مرتديا سترة نجاة حمراء، اهتماما واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا انها رُبِطت بتحطم طائرة "لايون إير" الاندونيسية الاثنين 29 ت1 2018 في البحر. وفي الزعم، هذا "الرضيع العائم في البحر" نجا من تحطم الطائرة، وقد عثرت عليه فرق الانقاذ. ما قصة هذه الصورة؟ وما حقيقة هذا الزعم المرفق بها؟

"النهار" دققت من أجلكم.

الوقائع: بوست غزا مختلف المنصات الاجتماعية، لا سيما "الفايسبوك" و"الواتساب". "عاجل من اندونيسيا. بعد 3 ايام على سقوط الطائرة الاندونيسية، عثرت فرق الانقاذ على رضيع عائم في البحر. يبدو ان امه ربطته بسترة النجاة، فبقي حيا حتى صباح اليوم. سبحان الله العظيم. انها رحمة الله، ثم رحمة الأم".


وقد أُرفق البوست بصورة طفل بملامح آسيوية، باكيا، ملفوفا بسترة نجاة حمراء، بينما حملته امرأة تدلت سماعة طبية على كتفها، ووقف قربه شخص بلباس عسكري.

الصورة نفسها تشاركت فيها بكثافة صفحات اجنبية، مع تعليق مماثل، ولكن بلغات اخرى. على سبيل المثال، كُتب بالفرنسية الآتي: "الشكر لله، لانه انقذ هذا الطفل، وهو واحد من ضحايا رحلة جي تي 610، وقد البسته امه سترة نجاة. لسوء الحظ، لم يتم ايجاد امه حتى الساعة. كن صبورا، ايها الطفل العزيز. ولحسن الحظ، ستصبح طفلا متديّنا" (AFP Factuel).

التدقيق:

-نعم، الصورة تعود لطفل تم انقاذه، ولكن ليس من الطائرة الاندونيسية "لايون اير"، بل من عبارة غرقت في مياه جزيرة سيلايار الاندونيسية في 3 تموز 2018، على ما يؤكد المتحدث باسم الوكالة الوطنية لادارة الكوارث في اندونيسيا سوتوب بوروو نوغروهو في تغريدة له على حسابه في "تويتر".

ويعلّق على انتشار هذه الصورة تحديدا، بالقول: "بوستات كثيرة تنتشر على وسائل الاعلام الاجتماعي، وتزعم انها لطفل أُنقذ من الطائرة الاندونيسة الرحلة جي تي 610. هذا الطفل بين أطفال آخرين نجوا من غرق العبارة "كي ام" خلال ابحارها في مياه سيلايار الثلثاء 3 تموز 2018. لذلك، فإن هذه المعلومات (المتداولة عن صورة الطفل) كاذبة. لا تنشروها".

-في 3 تموز 2018، اوردت وكالات عالمية ان العبارة "كي ام ليستاري" غرقت قبالة سواحل اندونيسيا. وقد لقي 34 شخصًا على الاقل، بينهم اطفال، حتفهم، على ما اعلنت السلطات المحلية. وكانت العبارة "كي ام ليستاري" التي يبلغ طولها 48 مترًا، تنقل على ما يبدو 190 شخصًا، اي اكثر بكثير من لائحة الـ134 مسافرًا لحظة وقوع المأساة. واضافة الى القتلى الـ34، تم انقاذ 155 شخصًا، وفقا للوكالة الوطنية لادارة الكوارث. وأظهرت صور لحادثة الغرق ركابًا يتمسكون بطرف العبارة أثناء غرقها، بينما تضرب أمواج شاحنات وآليات اخرى كانت على متنها على بعد حوالى 300 متر من سواحل سيليبيس.

-بحث على الانترنت يبيّن أنّ صورة الطفل نفسها المتناقلة حاليا حصدت شهرة واسعة يومذاك، بعدما تناقلتها في 4 تموز 2018، مواقع اخبارية اندونيسية، مع نشر قصة انقاذ الطفل من العبارة الاندونيسية. 

ووفقا لمواقع اخبارية اندونيسية، بينها Tribun-Medan ،Massakar.terkini.id وRadarbogor.id، تم انقاذ الطفل الذي قدّر عمره بنحو عام، قرابة الساعة 23,00 ليل 3 تموز 2018. ونقلت عن احد ركاب العبارة شابير دغ نغيتونغ ان والدة الطفل "السيدة فيردي" حرصت على الامساك بطفلها، حتى وصول المنقذين. "وقد تمّ انقاذها مع طفلها"، على قوله.

كذلك، تم التشارك في الصورة على "الفايسبوك" يومذاك (4 تموز) آلاف المرات، مع آلاف المشاهدة وعشرات التعليقات. يشار ايضا الى ان الوسيلة الاعلامية الاندونيسية Liputan 6 نشرت فيديو يظهر انقاذ الطفل.


-بالنسبة الى الطائرة الاندونيسية "لايون إير" التي تحطمت في 29 ت1 2018، لم ينجُ أيّ من ركابها الـ189. في 10 ت2 2018، أعلنت السلطات الإندونيسية أنها أوقفت البحث عن ضحايا حادث تحطم طائرة تابعة لشركة "لايون إير"، والذي أسفر عن مقتل كل من كانوا على متنها، وعددهم 189 شخصا. لكنها ستواصل البحث عن الصندوق الأسود الثاني الذي يسجل الصوت في قمرة القيادة (وكالة "رويترز"- 10 ت2 2018).

وقال محمد سيوجي، رئيس هيئة البحث والإنقاذ الوطنية (باسرناس) لوسائل الإعلام: "لم نترك مكانا لم نبحث فيه. وتوقفنا عن البحث عن جثث الضحايا... سنقصر عملياتنا على المراقبة". وأفاد أن "هناك حاليا 196 كيسا لحفظ الجثث تضم أشلاء بشرية تم انتشالها. وأسفرت فحوص الطب الشرعي حتى الآن عن تحديد هوية 77 من الضحايا".

النتيجة: الزعم ان الطفل في الصورة المرفقة بالبوست هو أحد ركاب الطائرة الاندونيسية "لايون إير"، وقد نجا من حادث تحطمها الاثنين 29 ت1 2018، وقد وُجد "عائما في البحر، ويبدو ان امه ربطته بسترة النجاة"، مجرد زعم كاذب.

اما الصورة المرفقة بالبوست، فهي قديمة، وقد التقطت في تموز 2018، وتعود لطفل أُنقِذ من عبارة اندونيسيّة غرقت في البحر يومذاك. 

[email protected]  

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم