الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

نيلسون مانديلا يُكلّم نفسه\r\n

المصدر: "النهار"
رلى راشد
A+ A-

"ليس فعل العيش البسيط الأكثر أهمية في الحياة. لأن الفرق الذي نحقّقه في حيوات الآخرين سيحدّد فحسب معنى الحياة التي صرفناها". لا يمكن مطلق هذه الكلمات أن يكون سوى نيسلون مانديلا الزعيم الإفريقي الذي أضرم النار في أيامه ليصير شعلة تحتذى، الضوء الذي دلّ كل من كُمّت أفواههم وسُلبت حقوقهم، إلى الطريق. مع رحيل نيسلون مانديلا نندفع بلا تردّد الى محاولة إستعادته، من خلال ما دُوّن عنه، لعلّنا نفهم تلك الصيغة الكيميائية التي جعلت الرجل ما كان عليه. ولكن أي نصّ أكثر دقة في شأنه من الذي كتبه عن نفسه، وحيث يسمح لنا بفرصة نادرة وهي أن نمضي بعد الوقت في رفقته وننصت الى صوته المباشر والواضح والشخصيّ. ليس "حوارات مع نفسي" الصادر في 2010، وكتب تمهيده الرئيس الأميركي باراك أوباما، كتابا تقليديا بقدر ما هو فسحة أدبية حيث تبرز لمحات من سيرة استثنائية. تتلاحق بين دفتي المذكّرات نُتف من اليوميات ومواعيد النهارات القاتمة والأقل ظلمة، فضلا عن الرسائل التي كتبها خلال أعوام الإعتقال السبعة والعشرين. أما أجمل ما في العنوان فالتصميم على ان لا يتراءى مانديلا أيقونة أو قديسا، بل أن يبدو مثلنا جميعا. يقول المؤلَّف ان مانديلا كان قبل دخوله السجن، زير نساء شهيرا واستمر على هذا المنوال في أعقاب زواجه، وانه أهمل أولاده وكان طافقا بالأنانية. لم يكن مانديلا أو "ماديبا" وفق الإسم القبليّ، مثل غاندي ولم يكن من طينة الآلهة أيضا. بيد أن كلّ ما تقدم لا يمنع مقاربة الشخصيّة، من حيث انتهت. استطاع مانديلا في خريف العمر أن يستعيد ما كانه بما يفوق الرضى. استطاع أن يؤكّد أن خطوته المديدة صوب شمس الحرية أوصلته الى بعيد، من دون أن يحترق.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم