الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

11/11/ 1918... وقائع الأيّام الأخيرة من الحرب العالميّة الأولى

المصدر: "أ ف ب"
11/11/ 1918... وقائع الأيّام الأخيرة من الحرب العالميّة الأولى
11/11/ 1918... وقائع الأيّام الأخيرة من الحرب العالميّة الأولى
A+ A-

في الساعة الحادية عشرة من اليوم الحادي عشر من الشهر الحادي عشر من عام 1918، أطلقت آلاف الأبواق ايذانا بوقف إطلاق النار في #الحرب_العالمية_الأولى.

مطلع تشرين الثاني 1918، انكفأت قوات الامبراطور غليوم الثاني دي هوهنتسولرن على كل الجبهات.

ومن 4 تشرين الأول، أبرق المستشار الألماني الأمير ماكس فون بادن إلى الرئيس الأميركي وودرو ويسلون ليؤكد أن بلاده مستعدة لبدء مفاوضات. وردا على ذلك، طالب الحلفاء باستسلام الامبراطور ورحيله.

وخلافا لرأي الرئيس ريمون بوانكاريه وقائد الجيش فيليب بيتان، قرر قائد القوات الحليفة على الجبهة الغربية فردينان فوش ورئيس الحكومة جورج كليمانصو وقف المعارك وعدم مواصلة المعارك حتى ألمانيا.

في 5 تشرين الثاني، وبعد يومين على استسلام امبراطورية النمسا المجر، تسارعت الأمور. وصدرت الأوامر للسماح للموفدين الألمان بقيادة وزير الدولة ماتياس ارتسبرغر والديبلوماسي ألفريد فون اوبرندورف بعبور خطوط الحلفاء.

نحو الساعة 20,30 من 7 تشرين الثاني، قرب من لا كابيل (شمالا)، أعلن وقف إطلاق النار الأول منذ أيلول  1914، ليتاح مرور القافلة البرية للوفد الألماني. وقد تمت مواكبتها حتى محطة القطارات في تيرنييه، حيث صعد الوفد في قطار متوجه ألى ريتوند في كومبيين (منطقة واز) في وسط الغابة، حيث تم وضع سكتي حديد للمدفعية الثقيلة.

كان قطار فوش من مقر القيادة في سينليس، في انتظارهم هناك. في 8 تشرين الثاني، استقبل الجنرال الوفد في عربته، وسألهم: "هل تريدون الهدنة؟".

وتلا الجنرال مكسيم ويغاند نص الشروط التي وضعها الحلفاء في اجتماع عقدوه في 4 تشرين الثاني في فرساي.

طلب الألمان توجيه رسالة إلى سبا في بلجيكا، حيث مقر قائد الجيش الماريشال بول فون هندنبروغ. وقد وصلت في 9 تشرين الثاني، وأعلن الامبراطور تنازله عن العرش، وأعلنت الجمهورية الألمانية. ووصلت الموافقة على التوقيع في 10 منه إلى ريتوند.

ليل 10-11 منه، ناقش المندوبون الألمان المواد الـ34 من اتفاقية الهدنة التي تليت بعد ذلك، ثم ترجمت. الساعة 05,20 من 11 منه، وقعت الهدنة لتدخل حيز التنفيذ عند الساعة 11,00 .

عند الساعة 10,55، قتل الجندي اوغست تريبوشون من كتيبة المشاة الـ415 على ضفاف نهر لاموز. كان هذا على الأرجح آخر فرنسي يقتل على الجبهة الغربية. عند الساعة 11,00 تماما، وفي المكان نفسه عمليا، أطلق الجندي أوكتاف دولالوك، عازف البوق الذي ينتمي الى الكتيبة نفسها، مقطوعة الهدنة.

ومن بحر الشمال إلى فردان، اطلقت أبواق الحلفاء والألمان لتعزف اللحن المنتظر منذ فترة طويلة. وشيئا فشيئا، خرج الجنود من خنادقهم.

في باريس، حيا مئات المارة جورج كليمنصو الذي كان يسير في جادة سان جرمان، ليتلقى في البرلمان تكريم مجلس النواب.

عند الساعة 16,00، تلا الرجل الذي يلقب بـ"النمر" شروط الهدنة وسط صمت. وبموجب الاتفاق، توجب على الألمان التخلي عن الجزء الأكبر من أسلحتهم واخلاء الضفة اليسرى من نهر الراين خلال ثلاثين يوما.

وفي البلدات الفرنسية الـ36 ألفا أو على الأقل تلك التي لم تدمر في المعارك، أطلقت الأجراس. لكن آلاف الأرامل والأيتام لم يشاركوا في مظاهر الفرح هذه.

في سان نازير وبريست وهافر، مر المشاة الأميركيون الذين كانوا وصلوا اخيرا، وينتظرون أمر رحيلهم مثل مليونين غيرهم يقاتلون منذ أشهر. وطلبوا بعد تحقيق النصر إعادتهم إلى بلدهم.

في عواصم الدول الحليفة، اجتاح المدنيون الفرحون الشوارع، من ساحة بيكاديلي في لندن إلى الجادة الخامسة في نيويورك وساحة فينيتسيا في روما.

في ألمانيا التي لم تتأثر بالنزاع، رافق الارتياح شعورا بالإهانة.

وقاتل الجيش الألماني في شكل منتظم حتى الأيام الأخيرة على الأراضي البلجيكية والفرنسية. لكن في الصفوف الخلفية، امتد عصيان بحارة كيل الذي بدأ في 3 تشرين الثاني إلى المدن، حيث سحقت هذه الثورة بقسوة في ما بعد.

ونسب الجنرالات ايريش لوندورف وبول فون هندنبورغ الهزيمة العسكرية إلى "طعنة في الظهر" من قبل السياسيين و"برجوازيين متنوعين".

هذه العبارة استخدمتها في ما بعد الأحزاب القومية المتشددة، بما فيه الحزب النازي.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم