السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

التماثيل في الكويت تقبع في القاعات المغلقة فن النحت يواجه المتشددين للخروج إلى العلن

التماثيل في الكويت تقبع في القاعات المغلقة فن النحت يواجه المتشددين للخروج إلى العلن
التماثيل في الكويت تقبع في القاعات المغلقة فن النحت يواجه المتشددين للخروج إلى العلن
A+ A-

أنجز النحات الكويتي سامي محمد تمثالاً للشيخ عبد الله السالم الصباح، الأمير الأول لدولة الكويت، بطول خمسة أمتار في عام 1972. لكن التحفة البرونزية لا تزال حبيسة قاعة مغلقة. فعلى رغم وجود حياة فنية وثقافية ناشطة في الدولة الخليجية، إلا أن عرض التماثيل يصطدم برفض جماعات محافظة، إذ يرى البعض في هذه التماثيل "أصناما". ويأمل محمد، كغيره من النحاتين، في أن يتغيّر هذا الأمر لتخرج اعمالهم من القاعات، وتعرض في الأماكن العامة، كما هو الحال في دول عربية اخرى.

وقال محمد (75 عاما) الذي تعلّم النحت في صباه لوكالة "فرانس برس": "نحن مسلمون ومتديّنون وفي بلد إسلامي"، ولكن "علينا أن نتجاوز هذه الأمور لأن الانسان يملك عقلا وفكراً ويستحيل أن يرجع إلى عبادة الأصنام". أضاف النحات الذي يمارس مهنته الحرفية هذه منذ أكثر من خمسة عقود، "لسنا في عصر الجاهلية. نحن في عصر التكنولوجيا". ولا يحظر القانون الكويتي وضع منحوتات وتماثيل لأشخاص في أماكن عامة، ولكن الجدل الذي يثيره هذا الفن يعوق ذلك، اذ يرى كويتيون وبينهم رجال دين وسياسيون اسلاميون نافذون أن التماثيل التي تشبه أشخاصا قد تعيد التذكير بحقبة عبادة الاوثان. وفي متحف الفن الحديث في الكويت الذي افتتح عام 2003، لا تزال تماثيل صنعها فنانون كويتيون حبيسة القاعات المغلقة. أمّا تمثال الشيخ عبد الله السالم الصباح فيقبع في قاعة مغلقة في مقر صحيفة "الرأي العام" التي توقّفت عن الصدور. وتضم الكويت متاحف عدة، أهمّها المتحف الوطني الحكومي إضافة الى متاحف خاصة بينها متحف الآثار الاسلامية الذي يحتوي على مقتنيات اسلامية نادرة. ورأى النحات الشاب بدر فاضل علمدار (42 عاماً) أن "خوف" المسؤولين من التصادم مع المتشدّدين هو ما يحول دون وضع هذه التماثيل في الساحات العامة، مضيفاً انه هوجم مراراً بسبب أعماله الفنية.

وكان النائب الكويتي السلفي محمد هايف المطيري كتب على حسابه عبر تويتر في أيلول الماضي، إن التماثيل "وتسمى بالمجسمات أخذت تغزو جزيرة العرب حتى وصل التساهل لإنشاء معابد في بعض دول الخليج وفِي الكويت". أضاف، "هي خطوات منكرة (...) ويجب على وزير التجارة منعها".

وأثير جدل كبير في الكويت في أيلول الماضي مع المطالبة على وسائل التواصل الاجتماعي بإغلاق أبواب متجر يقوم بطباعة ثلاثية البعد لتماثيل صغيرة عن طريق تكنولوجيا حديثة.

وزار النائب أحمد الفضل المقرّب من الحكومة المتجر ونشر تسجيلا مصوّرا أعرب فيه عن غضبه جراء المطالبات باغلاق المتجر. وقال في الفيديو وهو يشير الى الرفوف الفارغة، "سأطلب الآن ان يصنعوا لي صنمي الخاص، وسأضعه في مكتبي في مجلس الامة، وسأنتظر لأرى من سيعلّق على هذه الأمر". تابع: "أريد ان أعرف الى متى سيستمر هذا التخلف (...) المفروض ألاّ ترضخ لهؤلاء الاشخاص بل أن تواجههم فنحن بلد حريات وقانون. بعد 1400 سنة تقولون أصنام؟ عليكم ان تجلسوا في كهف وتبقوا فيه".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم