الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ستولتنبرغ في كابول: فرص السلام في أفغانستان "أكبر الآن"

المصدر: "أ ف ب"
ستولتنبرغ في كابول: فرص السلام في أفغانستان "أكبر الآن"
ستولتنبرغ في كابول: فرص السلام في أفغانستان "أكبر الآن"
A+ A-

أكّد الأمين العام لحلف الأطلسي #ينس_ستولتنبرغ في #كابول اليوم أنّ فرص السلام في #افغانستان "أكبر الآن" من أي وقت مضى، حتى مع تصعيد حركة "#طالبان" هجماتها ضد القوات الأفغانية التي تتكبد أعدادا قياسية من الضحايا في صفوفها.

وجاءت تصريحات ستولتنبرغ في كابول بعد ساعات من هجوم لـ"طالبان" على مركز للشرطة في أقصى غرب البلاد، أفاد مسؤولون محليون أنّه أسفر عن مقتل 20 جنديا على الأقل.

وفقد 20 جنديا آخرون من جراء الهجوم الليلي في ولاية فرح، على ما قال عضو مجلس الولاية داد الله قانيه.

وأعلنت الحركة الجهادية مسؤوليتها عن الهجوم، مشيرة إلى أنّ أكثر من 20 جنديا قتلوا، بينما تم أسر خمسة آخرين.

ورغم تصاعد العنف، استخدم ستولتنبرغ لهجة تفاؤلية نسبيا خلال زيارته الغير معلنة للعاصمة الافغانية. وقال خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الافغاني أشرف غني إنّ "إمكان السلام أكبر الآن عما كانت عليه قبل سنوات عدة". إلا أنّه أقرّ بأنّ "الوضع يبقى خطيرا".

وشدد على "وجوب ان تفهم طالبان ان استمرار القتال لا فائدة منه وغير مجد". وقال: "نريد عملية سلام مملوكة للافغان ويقودها الأفغان. ويجب أن تكون شاملة".

وشكر غني التحالف على دعمه للقوات الأفغانية التي "تحمل عبء" النزاع منذ انسحاب القوات القتالية لحلف الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة في نهاية عام 2014.

وتتولى بعثة حلف الأطلسي في افغانستان، قوة "الدعم الحازم"، تدريب القوات المحلية ومساعدتها. وهي تتألف من 16 ألف جندي، غالبيتهم من الأميركيين.

وتأتي زيارة ستولتنبرغ بعد سلسلة هجمات داخلية نفذها جنود أفغان، وأسفرت عن مقتل أو جرح العديد من جنود حلف الأطلسي.

التقدم ضد "طالبان" ضئيل

وكثّفت "طالبان" من ضغطها على قوات الأمن الافغانية هذه السنة، حتى مع عقدها مباحثات ثنائية مع الولايات المتحدة في قطر.

وذكر تقرير لهيئة تابعة للحكومة الأميركية أنّ السلطات الافغانية فقدت الكثير من زمان السيطرة في افغانستان خلال الأشهر الأخيرة، إذ تتكبد قوات الأمن خسائر قياسية، ما يجعل التقدم ضد "طالبان" ضئيلا جدا، إن لم يكن معدوما.

وتفيد الأرقام التي أوردتها بعثة حلف الأطلسي "الدعم الحازم" التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان، أن الحكومة الأفغانية كانت تسيطر في الأشهر الثلاثة الأخيرة على 226 منطقة من أصل 407، أو تؤثر فيها، أي ما يعادل 55,5 بالمئة من البلاد.

لكن تقرير هيئة "المفتش العام الأميركي لإعادة إعمار أفغانستان" (سيغار) الذي جمع أرقاما، أشار إلى تراجع بنسبة 0,7 بالمئة في الربع الأخير.  وفي تقريرها الأخير، نقلت الهيئة عن "الدعم الحازم" إن حصيلة الخسائر هذا الصيف أسوأ من أي وقت مضى.

وأضافت نقلا عن "الدعم الحازم" إنه "من 1 أيار حتى آخر يوم توفرت فيه أرقام، وهو 1 تشرين الأول 2018، كان معدل الخسائر (في صفوف القوات الأفغانية) الأكبر مما سجل يوما خلال هذه الفترة من السنة".

والشهر الماضي، أصيب جنرال أميركي في اطلاق نار تبنته "طالبان"، واستهدف اجتماعا في مبنى محصن في ولاية قندهار الافغانية.

وخلّف الهجوم 3 قتلى، هم قائد شرطة الولاية الجنرال عبد الرازق، والمسؤول الاقليمي في الاستخبارات الافغانية وصحافي، إضافة إلى 13 جريحا، بينهم الجنرال الأميركي جيفري سمايلي الذي يشرف على مهمة لقوات حلف الأطلسي في افغانستان.

ويعتبر الجنرال عبد الرازق احد اركان النظام في مواجهة المتمردين في ولاية قندهار. وسبق ان نجا من اعتداءات عدة. وقد سيطر طويلا على الولاية بقبضة حديد، واتهم بانه مارس التعذيب السري، لكنه نفى ذلك.

الاثنين، أعلن مسؤولون أفغان أن وفدا أفغانيا يشارك في محادثات سلام دولية حول أفغانستان ستستضيفها روسيا في موسكو هذا الشهر، في حين لم تحسم بعد "طالبان" موقفها.

والسبت أعلنت روسيا أنّها ستستضيف محادثات سلام دوليّة حول أفغانستان في 9 تشرين الثاني، بمشاركة ممثّلين لكل من الحكومة الأفغانية و"طالبان". وأوضحت موسكو أنّها دعت إلى المحادثات أيضاً ممثّلين لكلّ من الولايات المتحدة والهند وإيران والصين وباكستان وخمس جمهوريات سوفياتية سابقة في آسيا الوسطى.

ويأتي اللقاء في توقيت حرج يسعى فيه مبعوث السلام الأميركي الجديد زلماي خليل زاد الى إقناع "طالبان" بالانخراط في محادثات لإنهاء الحرب. ويُخشى أن يعوق اللقاء الدولي في روسيا هذه الجهود. 

ارقام الامم المتحدة

من جهة اخرى، أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 400 أفغاني قتلوا أو جرحوا في أعمال عنف خلال الانتخابات التي أجريت على مدى ثلاثة أيام الشهر الماضي، مما يجعلها الانتخابات الأكثر دموية في البلاد.

وقالت بعثة المراقبة الدولية في أفغانستان في تقرير إن غالبية الضحايا البالغ عددهم 435: 56 قتيلا، و379 جريحا، قتلوا أو جرحوا في اليوم الأول من الانتخابات في 20 تشرين الأول.

ويقارن هذا العدد بـ251 شخصا قتلوا أو جرحوا في الانتخابات الرئاسية عام 2014 التي شابتها عمليات تزوير، مما يجعل هذه الانتخابات الأكثر دمويةـ منذ أن بدأت البعثة الدولية في تسجيل الإصابات بين المدنيين في 2009.

وفي الأشهر الستة التي سبقت الانتخابات، قتل أو جرح نحو 500 شخص، أكثر من ثلثهم من النساء والأطفال، وخطف 245 آخرون.

وقالت البعثة الدولية إن "أعمال عنف متعمدة ضد مدنيين وأهداف مدنية، تتضمن مراكز اقتراع، إضافة إلى هجمات عشوائية، ممنوعة قطعا بموجب القانون الدولي وتمثل جرائم حرب".

قبل أيام على الانتخابات، وجهت "طالبان" تحذيرات عدة من أنها ستهاجم مراكز اقتراع. ونصحت الناخبين بالبقاء في منازلهم والمرشحين بالانسحاب من السباق. واستخدمت في غالبية الهجمات صواريخ وقنابل يدوية وقذائف هاون وقنابل لعرقلة الانتخابات ومنع الناس من المشاركة، وفقا للبعثة الدولية.

وكان تفجير انتحاري في كابول تبناه تنظيم "الدولة الاسلامية" وأوقع 13 قتيلا، أعنف الهجمات المنفردة، وفقا للبعثة.

وتظهر الأرقام الرسمية أن نحو 4,2 مليون أفغاني أدلوا بأصواتهم بالمقارنة بـ9 ملايين مسجلين في لوائح الناخبين.

ويشتبه كثيرون في أن وثائق مزورة استخدمت في تسجيل عدد كبير من الناخبين لحشو صناديق الاقتراع.

وجرت الانتخابات على مدى ثلاثة أيام بعد مشكلات تتعلق بأجهزة لتفحص البيانات البيومترية لم يتم اختبارها من قبل، وتسبب لوائح ناقصة أو مفقودة للناخبين بتأخر عمليات الاقتراع في بعض المراكز.

وفتحت العديد من مراكز الاقتراع متأخرة أو لم تفتح على الاطلاق.

واضطر الناخبون في ولاية قندهار (جنوبا) الى الانتظار أسبوعا للادلاء بأصواتهم، في اعقاب اغتيال قائد للشرطة، مما أثار مخاوف من تصاعد أعمال العنف.

واعتبرت الانتخابات البرلمانية التي تأخرت لأكثر من ثلاث سنوات، اختبارا للانتخابات الرئاسية المرتقبة السنة المقبلة.

واعتبرت الانتخابات أيضا محطة مهمة قبيل اجتماع للأمم المتحدة في جنيف هذا الشهر، تتعرض فيه أفغانستان لضغوط لإظهار تقدم في "العملية الديموقراطية".

وتم إرجاء الاعلان عن النتائج الأولية للانتخابات إلى 23 تشرين الثاني.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم