الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

طلاب فرنسيون يرفضون دراسة نصوص تتعلق بالعرب!

جاد محيدلي
A+ A-
تعيش إحدى المدارس في شمال فرنسا، أزمة كبيرة، بعد رفض الطلبة دراسة نص أدبي من كتاب "حامل المحفظة"، الصادر عام 2002، من دار نشر كلود لتيس، للكاتب الفرنسي من أصول جزائرية أكلي طاجير، بحجة أن المؤلف ليس فرنسياً، مما أثار جدلاً واسعاً فى الأوساط الأدبية والتربوية فى باريس. وتأتي الواقعة التى حدثت خلال الأيام القليلة الماضية، عندما رفض طلاب مدرسة "بيير مانديس فرانس" الثانوية الفرنسية، الواقعة ببلدة بيرون، بمنطقة بيكاري، شمال فرنسا، دراسة نص أدبي للكاتب أكلي طاجير، معتبرين أن الرواية لا تخص فرنسا، وذلك لأنها تتضمن مصطلحات وأسماء بالعربية، فما كان من المدرسة إلا أن تبلغ الكاتب بما حدث بعد أن أقرت بتدريس نصه.
لكن وللمفارقة، الكاتب الجزائري الأصل، لم يستسلم لما حدث، بل أبلغ المدرسة الفرنسية، بنيته عقد لقاء مفتوح مع الطالبات والطالبة الرافضين لتدريس كتابه بكل رقي وحضارة. كما خرج بمقطع مصور، بثه على صفحته الشخصية في موقع فيسبوك، يدعو فيه الطلاب، للقائه ومعرفة نقاط الاختلاف، والحديث عن العمل، وتوضيح وجهة نظره.


من جانبها رفضت المدرسة تصرفات الطلاب، واعتبرتها تأتي بسبب انتشار أفكار اليمين المتطرف، وذلك بعدما استنكرت "التعليقات العنصرية" التي قام بها الطلبة، كما استبعدت طالباً رفض نطق اسم "مسعود" الموجود في النص. واعترف مدير أكاديمية منطقة "لاسوم" في شمال فرنسا جون هوباك في تصريح لجريدة "لوفيغارو" الفرنسية، أن "الألفاظ التى نطق بها بعض الطلبة غير لائقة"، لكنه رفض الحديث عن "العنصرية طالما أن الطلاب المتهمين لم يشرحوا موقفهم من هذه الحادثة"، على حد وصفه. كريستيان أستروزي، عمدة مدينة نيس الجنوبية، عبّر عن حزنه، بعدما قال إنه يشعر بالحزن إزاء ما وقع لأكلي طاجير، وكتب في تويتر: "يا له من حزن بعد أن رفض طلبة قراءة كتاب حامل المحفظة لأكلي طاجير، مقاطعة هذا الكاتب بسبب اسمه وبسبب الأسماء التى يتضمنها الكتاب، أمر لا يمكن تقبله".
المدرسة والكاتب، اتفقا معاً على أن تكون هناك خطوة تهدف لتهدئة الطلبة، وإطار تفسير تصرف الطلاب "الغريب" كما وصفه المدرسون بالمدرسة الفرنسية، ووافقت الأكاديمية على تنظيم لقاء بين الكاتب أكلي طاجير وطلبة ثانوية "بيير مانديس فرانس" في 16 تشرين الثاني المقبل.

ويعتبر أكلي طاجير المولود في فرنسا في 1954 من بين أبرز الكتاب الجزائريين، نشر له من قبل أكثر من 15 كتاباً أبرزها "حامل المحفظة" 2002 الذي كان يدرس في الثانوية، وكتاب "أجمل طريقة للحب" 2012، و"الحقيقة تنتظر الفجر" في 2018. وتدور قصة "حامل المحفظة" التي أثارت الجدل حول قصة لقاء بين طفلين، وهما رافاييل وعمر فى باريس في 1962. الأول ينحدر من عائلة من "الأقدام السود" التي عاشت في الجزائر خلال الاحتلال الفرنسي (1830-1962) والثاني ابن مهاجر جزائري لا يعرف الجزائر لكنه كان يساند حزب جبهة التحرير الوطني.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم