ثلاثة رواد أعمال يتسابقون في السياحة الفضائية

يتسابق ثلاثة رجال أعمال عالميين في تطوير السياحة الفضائية وتوفير امكانية الاقامة الدائمة على القمر أو حتى المريخ، وذلك تحت عنوان "نيو سبايس New Space".

وفي التفاصيل، يحاول رجال الأعمال الثلاثة إيلون ماسك، جيف بيزوس، وريتشارد برونسون إنشاء مؤسسات عملاقة لرحلات الفضاء، وذلك بعد تراجع الإنفاق الحكومي على تمويل البعثات إلى الفضاء. وتحولت أسماء مثل "سبيس إكس" و"بلو أوريجين" إلى جزء من السباق العسكري المربح إلى الفضاء، إذ تسعى الولايات المتحدة لمجابهة الطموح الفضائي للصين وروسيا، وسط ظهور تقديرات تشير إلى إمكانية بلوغ حجم قطاع الفضاء نحو تريليون دولار بحلول عام 2040.

جيف بيزوس

وكان جيف بيزوس، مؤسس أمازون، أول ملياردير يقفز إلى "سباق الفضاء" التجاري بداية بتأسيس شركة بلو أوريجين عام 2000. ومقارنة بالشركات المنافسة لها في قطاع الفضاء، تحيط بلو أوريجين أنشطتها بقدر كبير من التكتم، وتستهدف كمثيلاتها تقليل تكلفة السفر إلى الفضاء من خلال بناء صواريخ قابلة للاستخدام المستمر على عكس ما كان معروفا في الماضي من أن الصاروخ يستخدم مرة واحدة بعد إطلاقه.

ونجحت الشركة في تكرار عملية هبوط صاروخها المسمى "نيو شيبرد" خمس مرات حتى الآن، لكن إيلون ماسك سخر من بيزوس على وسائل التواصل الاجتماعي، موضحا أن الرحلات التي انطلق إليها الصاروخ كانت "نصف مدارية"، وهي رحلة لا يستطيع خلالها الصاروخ قطع مسافة المدار الفضائي الذي يسير فيه كاملة ويعود من منتصف المسافة. كما وقعت الشركة بعض الاتفاقيات المربحة مع الحكومة، وحصلت على شهادات اعتماد من الحكومة الأميركية.

وأعلن جيف بيزوس أن شركته سوف تُرسل "سائحين إلى الفضاء" في رحلات نصف مدارية، مع ترجيح بعض المطلعين على شؤون الشركة وصول قيمة التذكرة إلى 300 ألف دولار.

إيلون ماسك

ودخل إيلون ماسك سباق الفضاء المولود عام 2001 عندما أسس شركته "سبيس إكس Space X" برأس مال بلغ 100 مليون دولار جمعها من أرباح حققتها شركة أرباح "باي بال"، التي شارك في تأسيسها.

وأطلقت الشركة سبعين صاروخاً منذ تأسيسها حتى الآن، ودخلت في صفقات مع الناسا، وسلاح الجو الأميركي، ووكالة الفضاء الأرجنتينية لبناء أقمار صناعية علاوة على المساعدة في نقل الإمدادات إلى المحطة الفضائية الدولية.

وتجاوزت "سبايس إكس" ما وصلت إليه بلو أوريجين وفيرجين غالاكتيك في قطاع الفضاء، إذ نجحت في قطع مسافة 22 ألف ميل فوق خط الاستواء، ولكنها عانت بعض النكسات مثل انفجار عدد من الصواريخ أثناء الإطلاق، وفقدان بعضها لحمولاتها، من بينها قمر تجسس بنته لصالح الجيش الأميركي.

ويخطط ماسك، مثل بلو أوريجين، لإرسال البشر إلى الفضاء في رحلات تجارية... لكن الهدف الأكبر لسبيس إكس هو إرسال البشر إلى المريخ للاستيطان على سطح الكوكب الأحمر، إذ يقول ماسك: "أريد أن أموت على المريخ، لا من أثر الهبوط عليه".

ريتشارد برونسون

وانضم الملياردير البريطاني ريتشارد برونسون إلى أعضاء مجموعة "نيوسبيس" بعد تأسيس شركته "فيرجين غلاجتيك" عام 2004. وبينما ينشغل منافسوه بالسفر عبر الفضاء، يركز برونسون على تطوير طائرات فضائية قابلة للاستخدام المستمر لنقل الركاب والحمولات في رحلات قصيرة نصف مدارية.

وبدأت الشركة بالفعل في بيع تذاكر رحلات إلى الفضاء مقابل 250 ألف دولار للتذكرة الواحدة. واحتلت عناوين الأخبار بعد عملية إطلاق صاروخ فاشلة أدت إلى مقتل طيار وإصابة آخر في كاليفورنيا في 2014. وكان الحادث من النكسات التي واجهتها الشركة أثناء تحقيق أول أهدافها الذي يتمثل في إرسال سائحين إلى الفضاء.

لكن الشركة أجرت عدداً من التجارب الناجحة منذ ذلك الحين، مما دفع برونسون إلى إعلان أن شركته سوف تكون في الفضاء في غضون أسابيع "لا أشهر" من الآن.