الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

اختفاء خاشقجي: الأتراك يفتّشون القنصليّة السعوديّة للمرّة الثانية... ترامب ينتظر بومبيو

المصدر: "رويترز"، أ ف ب"
اختفاء خاشقجي: الأتراك يفتّشون القنصليّة السعوديّة للمرّة الثانية... ترامب ينتظر بومبيو
اختفاء خاشقجي: الأتراك يفتّشون القنصليّة السعوديّة للمرّة الثانية... ترامب ينتظر بومبيو
A+ A-

فتش محققون أتراك القنصلية #السعودية في #اسطنبول ليل الاربعاء-الخميس، للمرة الثانية، في إطار تحقيق بشأن اختفاء الصحافي #جمال_خاشقجي، بينما تراجع وزيرا المال الفرنسي والهولندي ووزير التجارة البريطاني عن حضور قمة استثمارية في الرياض، في خضم الانتقادات العالمية للمملكة.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه ينتظر اليوم تقريرا وافيا عما حصل لخاشقجي من وزير الخارجية مايك بومبيو، بعدما التقى قادة سعوديين وأتراكا. وقال ايضا إنه لا يريد التخلي عن السعودية حليفة بلاده.

على الصعيد الميداني، قال شاهد من "رويترز" إن فريق التحقيق الجنائي غادر القنصلية السعودية صباح اليوم بعد تفتيش المبنى والسيارات التابعة للقنصلية. واستخدم الفريق أضواء ساطعة لإضاءة الحديقة.

وعمدت السلطات التركية الاربعاء الى تفتيش منزل القنصل السعودي في اسطنبول. وتوجه قسم من المحققين مساء الى مبنى القنصلية المجاور للقيام بعملية تفتيش جديدة، هي الثانية هذا الاسبوع.

وفي منزل القنصل، فتش المحققون خصوصا الحديقة. وكان يمكن رؤية بعضهم على سطح المبنى. وجرى استخدام طائرة مسيرة للتحليق فوق المنطقة مرتين، على ما أفادت مراسلة وكالة "فرانس برس" في المكان.

من جهة اخرى، نشرت الصحافة التركية اليوم صورا ترصد تحركات ضابط في جهاز الامن المقرب من ولي العهد السعودي، وعرفت عنه بأنه قاد "فريق الاعدام" الذي يشتبه في أنه نفذ عملية اغتيال خاشقجي.

ويأتي نشر هذه الصور الجديدة الملتقطة بكاميرات المراقبة، في وقت يتزايد الضغط على الرياض للكشف عن مصير الصحافي السعودي الذي كان ينتقد سلطات بلاده، وفقد أثره بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول في 2 تشرين الاول.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمس" أفادت الثلثاء أن ماهر عبد العزيز مترب، المقرّب من وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، هو من الأشخاص الذين حدّدت السُلطات التركية أنهم مسؤولون عن اختفاء خاشقجي. وأوضحت الصحيفة أنه كان ضمن فريق من 15 شخصا أوفدتهم الرياض "لاغتيال" الصحافي.

وقالت إن تسعة على الأقل من الفريق السعودي عملوا في أجهزة سعودية للأمن أو الاستخبارات أو وزارات. واشارت الى أنها جمعت مزيدا من المعلومات عن المشتبه فيهم عبر برنامج الكتروني للتعرف الى الوجوه وأرقام هواتف خليوية سعودية وشهود ووسائل إعلام.

وبين هؤلاء ماهر عبد العزيز مترب الذي كان ديبلوماسيا في السفارة السعودية في لندن عام 2007، وفقا للصحيفة التي نقلت ذلك عن لائحة بريطانية للديبلوماسيين. ونشرت صورا لمترب الذي كان ربما أحد الحراس الذين خرجوا من طائرة ولي العهد السعودي خلال زياراته للولايات المتحدة في آذار 2018، ولمدريد وباريس في نيسان 2018.

وبحسب الصور الجديدة التي نشرتها اليوم صحيفة "صباح" التركية الموالية للحكومة بعنوان: "ها هو فريق الإعدام"، يمكن رؤية رجل تم التعريف به أنه مترب، يصل عند الساعة 6,55 ت غ الى القنصلية السعودية، وعند الساعة 13,53 ت غ الى منزل القنصل.

دخل خاشقجي الى القنصلية نحو الساعة 10,15 ت غ، ولم يخرج منها أبدا.

ثم يمكن مشاهدة مترب، بحسب الصور، وهو يغادر فندقا في اسطنبول، ومعه "حقيبة كبيرة" برفقة مجموعة من الرجال عند الساعة 14,15 ت غ. ووصل بعد 45 دقيقة الى مطار اسطنبول، كي يستقل الطائرة، ويغادر تركيا.

ووجود مترب الى جانب أعضاء آخرين في أجهزة الامن المقربة من ولي العهد السعودي، ضمن الفريق السعودي الذي حضر الى اسطنبول في 2 تشرين الاول، يلقي بظلال من الشك على الرواية الرسمية للرياض التي تقول إنها لا تعلم شيئا عن مصير خاشقجي الذي كان يكتب مقالات رأي في صحيفة "واشنطن بوست".

وسبق أن نشرت الصحافة التركية، استنادا الى تسجيلات صوتية تمت في المكان، الاربعاء معلومات جديدة تفيد أن جمال خاشقجي تعرض للتعذيب وقتل في القنصلية في اليوم نفسه لاختفائه.

ورغم تزايد المؤشرات التي تدل على احتمال ضلوع الرياض، يبدو ان الولايات المتحدة التي زار وزير خارجيتها مايك بومبيو الثلثاء والاربعاء السعودية وتركيا، تمتنع عن توجيه أصابع الاتهام الى حليفتها السعودية. لكن الرئيس الاميركي دونالد ترامب نفى الاربعاء أن يكون بصدد "توفير غطاء" للرياض. وقال ردا على سؤال عن اتهامات بهذا الصدد، خصوصا من صحيفة "واشنطن بوست": "كلا، على الإطلاق. أنا أريد فقط أن أعرف ماذا حصل"، مضيفاً: "أنا لا أوفّر غطاءً على الإطلاق". وتابع: "سنعرف (الحقيقة) على الأرجح بحلول نهاية الأسبوع".

المؤشر الجديد الى الموقف الاميركي يرتقب أن يصدر عن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين الذي وعد بأن يتخذ قراره اليوم بخصوص المشاركة أم لا في مؤتمر مؤتمر اقتصادي يُعقد في الرياض، وقاطعته شخصيات عدة وهيئات كان آخرها وزير المال الفرنسي برونو لو مير الذي قال لتلفزيون "سينا العام" ان "الظروف غير ملائمة"، ووزير المال الهولندي فوبكه هوكسترا، وفقا لوكالة الانباء الهولندية، وايضا وزير التجارة ليام فوكس الذي نقل عنه متحدث حكومي ان "الوقت غير مناسب لحضور مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض". 

وقال منوتشين إن قراره سيأتي "في ضوء تقرير الوزير بومبيو" العائد من السعودية وتركيا.

وأعلن ترامب أنه سيحصل على "تقرير كامل" اليوم من بومبيو الذي سيلتقيه اعتبارا من الساعة 10,00 بالتوقيت المحلي (14,00 ت غ)، وأن ذلك سيتيح له تقييم ما حصل فعليا.

وما يدل على تعقيد هذا الملف بالنسبة الى الولايات المتحدة، تأكيد ترامب المصالح الاستراتيجية الهائلة التي تربط الولايات المتحدة بالسعودية، خصوصا في مجال مكافحة الارهاب، والتصدي لنفوذ ايران، وكذلك التعاون العسكري وأبعاده الاقتصادية.

ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" الاربعاء ما قالت إنّه آخر مقال للصحافي السعودي جمال خاشقجي. وقد تحدّث فيه عن الحاجة الى حرّية الصحافة في العالم العربي. وكتب خاشقجي في هذا المقال الذي أرسله مُترجِمه إلى "واشنطن بوست"، غداة فقدان أثره: "للأسف، هذا الوضع يُحتَمل ألا يتغيّر".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم