الحق الحق

… إن تجوالكم بين نقطة صفر ونقطة صفر أخرى اعطى أبعاداً حقيقية لما كنتم عليه في ما مضى من سنين كأنها ما مضت، ولما أنتم عليه الآن. والصورة أكثر من صادقة، فهل تذكرون يا من وقعتم في قلب خطأ تاريخي ستحاسبون عليه، يوم أمسكتم بمصير وطن قائم على أرض أعطت الانسان كل ما في تركيبتها الرائعة، فلا فهمها ولا فهم سبب استضافتها كائنات خُلقت لتختبر الحياة، بينها انسان تجرّأ ومدّ يده على بساطتها الساحرة التي تستنهض وعياً جدياً لروائع الخلق، يفوق وعي كل ايمان بلغ "سمعه" وظلّ خارج حنايا القلب؟ انتم قتلتم لبنان يوم خضتم أخيراً حرباً مذهبية – أهلية كانت مقدمة لعمل ما جرى ويجري في مشرقنا الكئيب اليوم، بناء على مخطط اجرامي خارجي، تعرفونه جيداً... وتستمرون في تفتيت مجتمعنا هائمين بين صفر وصفر وبين سفر...