"لغز" خاشقجي نحو تسوية تُفيد السعوديّة وتركيا وأميركا؟

يبدو أن "لغز" اختفاء الصحافي السعودي المعارض من منفاه الأميركي جمال خاشقجي، بعد دخوله قنصليّة بلاده في اسطنبول قبل أسبوع أو أكثر وعدم خروجه منها، صار القضيّة الأكثر حماوة التي تواجه واشنطن وتحديداً الرئيس دونالد ترامب. علماً أنّ السعوديّة نفسها طرفٌ في خلاف معه بعدما تحدّث عنها وعن مليكها ووليّ عهده بطريقة فيها الكثير من عدم اللّياقة والاستفزاز وقلّة الاحترام، ولا سيّما عندما طالبهما بدفع المليارات التي لديها الكثير منها في مقابل الحماية التي تؤمّنها لها بلاده من زمان، وتحديداً قوله أنّها ما كانت تصمد أو تبقى لولا هذه الحماية. وهو يجد نفسه الآن مُضطرّاً إلى معالجة آثار "لغز" الاختفاء وانعكاساته وإلى أخذ أمرين في الاعتبار. الأوّل هو ضرورة التشدّد مع الجهة المسؤولة عن اختفاء خاشقجي أو عن تصفيته وخصوصاً بعدما تحوّلت قضيّة رأي عام في داخل أميركا وفي دول العالم الاوّل كلّها. والثاني هو ضرورة عدم دفع المملكة إلى إلغاء عقود التسلّح التي وقّعها "العهد الجديد" فيها مع واشنطن في مقابل نحو 110 مليار دولار تلافياً لتسبّب ذلك بإلغاء آلاف الوظائف في بلاده. وهو أيضاً ضرورة عدم دفعها إلى التوجّه سياسيّاً واقتصاديّاً وتسليحيّاً وماليّاً إلى "أعدائها" ومنافسيها وهم كثيرون في مقدّمهم روسيا والصين وحتّى الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة.كيف تنظر أميركا اليوم إلى لغز اختفاء خاشقجي؟لن ينطلق "الموقف هذا النهار" في هذا الموضوع...