السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

مطاعم وسط بيروت تخوض معركة الصمود... الاركيلة بـ 3000 ل.ل

المصدر: "النهار"
مارسل محمد
مارسل محمد
مطاعم وسط بيروت تخوض معركة الصمود... الاركيلة بـ 3000 ل.ل
مطاعم وسط بيروت تخوض معركة الصمود... الاركيلة بـ 3000 ل.ل
A+ A-

مرت سنوات ووسط بيروت فارغ من أي نشاط اقتصادي. عمال المقاهي يُطعمون الحمام الذي يطير في الساحة، ويتمنون عودة العمل إلى الشارع يوماً ما. في الأشهر الأخيرة، برزت حركة ولو خجولة في المقاهي والمطاعم التي ما زالت صامدة نتيجة العروضات والحسومات التي قدمتها، خصوصاً في تكلفة "الأركيلة"، التي تتراوح بين 3000 و7000 ل.ل. فهل عادت الحياة إلى وسط بيروت؟ وهل يعتبر هذا الأمر خطوة أولى لتفعيل الحركة الاقتصادية في البلاد؟

أعرب أحد أصحاب المحال التجارية في وسط بيروت عن امتعاضه من الوضع الحالي في لبنان ووسط بيروت أيضاً، وقال: "منذ القدم كان لوسط بيروت ميزة خاصة بأنه شارع تجاري وسياحي، وازدهر منذ سنوات بشكل لافت، إذ كانت المقاهي تعجّ بالزبائن والسياح على وجه التحديد". أما اليوم "ربما ترون بعض الرواد أخيراً، لكن الحال لم تتحسن، فالإيجارات ما زالت مرتفعة، ولم نشهد تغيّراً في الحركة السياحية، ولم يعد لوسط بيروت رونق كما في السابق".

استعانت المقاهي والمطاعم أخيراً بالعروضات لجذب الزبائن، فمنها من يقدّم الاركيلة بسعر 3000 ل.ل، ومنها من يقدم الاركيلة وسندويش هوت دوغ للأطفال مقابل 5000 ل.ل يوم الأحد فقط. أما المواطنون فكان تعليقهم إيجابياً، فمنهم من قال إنّه يحب وسط بيروت ويريد إعادة إحيائه، خصوصاً إن كانت الأسعار مقبولة. في حين رأى فيها البعض الآخر مكاناً هادئاً للتحدث مع الأصدقاء والاستمتاع بالأركيلة. وفي الوقت ذاته، حاول أصحاب المقاهي إظهار تفاؤلهم، على الرغم أنّ البعض منهم قال إنه بحاجة إلى دعم، خصوصاً أنّ نوعية الزبائن الذين يرتادون المنطقة اليوم، مختلفة عن سابقيهم وقدرتهم الشرائية، الأمر الذي لا يساعد على استمرار العمل أحياناً. وفي نظرة عامة إلى الساحة، وكما يظهر في الصورة، نجد أن معظم الزبائن يطلبون فقط الأركيلة والماء أو القهوة فقط، وقليلون هم من يطلبون الطعام، وبالتالي فالعودة إلى زمن الازدهار ما زالت غائبة.

وفي حديثٍ مع أحد أصحاب المقاهي في وسط بيروت، أكدّ أنّ خطوة العروضات جاءت نتيجة اتفاق بين جميع أصحاب المطاعم الموجودة في الشارع، رغبة منهم بالعمل ولو فقط لتأمين الإيجار ورواتب الموظفين، لافتاً إلى أنّ الحال أفضل من السابق نظراً إلى "أننا نستطيع اليوم تأمين تكاليفنا على أمل أن يتحسن الوضع بشكل أفضل في المستقبل".

من جهته، حمّل نائب رئيس نقابة المطاعم والمقاهي في لبنان خالد نزهة الركود الاقتصادي مسوؤلية حال المقاهي والمطاعم في وسط بيروت وكل لبنان، معتبراً أن الموجودين هناك تحديداً يحتاجون دعماً كبيراً من المعنيين والدولة لناحية إعادة احياء المنطقة عبر النشاطات المتنوعة وفتح مجال لجميع اللبنانيين لأن يعرضوا أعمالهم الخاصة فيها، من معارض الرسم، إلى المكتبات، إلى باعة الذرة والفول. كما شدد على أهمية تخفيض الايجارات كي تُصبح وسط بيروت واجهة لبنان الحيوية إلى العالم أجمع. 

وسط بيروت ينتظر السياح. فمنذ أن بدأ بحركته التجارية منذ 10 سنوات، لم يستطع استقطاب العدد الكبير من أبنائه. ومع غياب هؤلاء السياح، تحاول المقاهي حالياً جذب المواطنين، لربما يسدّون بعض النقص. لكن هل يعود وسط بيروت إلى الازدهار الذي كان عليه؟ الحلم مسموح وسط غياب دعم الدولة، وتحقيق هذا الحلم مؤجل في الوقت الحاضر. 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم