الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تصريح لـ"رئيس اثيوبيا" يشغل اللبنانيّين: "افتراءات" وفبركة

المصدر: "النهار"
هالة حمصي
هالة حمصي
تصريح لـ"رئيس اثيوبيا" يشغل اللبنانيّين: "افتراءات" وفبركة
تصريح لـ"رئيس اثيوبيا" يشغل اللبنانيّين: "افتراءات" وفبركة
A+ A-

بوست "رئيس #اثيوبيا مخاطبا شعبه"... في الساعات الماضية، استقطب تصريح منسوب الى "#رئيس_اثيوبيا" اهتمام عدد كبير من اللبنانيين الذين عمدوا الى نشره والتشارك فيه بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي، مع اضافة تعليقات تنتقد الحكومة والسياسيين في لبنان، خصوصا ان "الرئيس الاثيوبي" يتناول الفساد في لبنان، وفقا للتصريح المزعوم. ولكن ما صحة هذا البوست؟ هل ادلى رئيس اثيوبيا بهذا الكلام؟ وماذا قال مكتب رئيس الوزراء الاثيوبي لـ"النهار" بهذا الخصوص؟

"النهار" دققت من أجلكم

الوقائع: جملة صغيرة من بضع كلمات فقط انعشت اجواء اللبنانيين على وسائل التواصل الاجتماعي. "الرئيس الاثيوبي مخاطبا شعبه: إذا لم نتحد ونحارب الفساد معا، فسنصبح مثل لبنان". ويضيف البوست: "صار لبنان بينضرب فيه المثل بالفساد !وقد أُرفِق بصورة رَجل بملامح سمراء وهو يتكلم، حاملا الميكروفون بيده.



التدقيق:

-الرجل الظاهر في الصورة ليس "الرئيس الاثيوبي"، او "رئيس اثيوبيا"، وفقا لما يعرّف به البوست، بل هو رئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد علي (Abiy Ahmed Ali) الذي تسلّم منصبه رئيسا للحكومة في 2 نيسان 2018. اما رئيس الجمهورية، فيدعى مولاتو تيشومي. وقد انتُخِب في 7 تشرين الاول 2013، لولاية تستمر 6 سنوات. ويُعتَبر منصب رئيس الجمهورية فخرياً في أثيوبيا، خصوصاً أن صلاحياته محدودة، والسلطة الفعلية في يد رئيس الوزراء.

- الصورة المتداولة لبنانيًّا للرئيس #آبي_أحمد_علي التُقِطَت له، وفقا لـGettyimages المالكة لحق توزيعها، "خلال لقاء في أمبو التي تبعد نحو 120 كيلومترا عن العاصمة اديس ابابا، في 11 نيسان 2018"، اي بعد بضعة ايام على توليه منصبه الجديد رئيسا للحكومة الاثيوبية (2 نيسان 2018، ادى اليمين الدستورية امام البرلمان).

-بإجراء بحث على الانترنت عن التصريح المنسوب الى أحمد، يتبين ان هناك تشكيلة منوعة من البوستات المماثلة المنسوبة اليه، والتي يتم تناقلها بكثافة انطلاقا من المغرب، مرورا بالجزائر والعراق، وصولا الى لبنان أخيرا. انه التصريح نفسه، لكنه تم استبدال اسم لبنان بالمغرب تارة، والجزائر تارة اخرى، وايضا العراق في مواضع أخرى. واضيفت لاحقا سوريا الى جانب لبنان، في وقت استبدل في بوستات اسم البلد بـ"الحكومات التي امتازت بفساد حكامها".

-هذه البوستات المنوّعة تأججت ابتداء من 27 ايلول 2018، حتى الساعات الماضية، في "الفايسبوك" وعلى "تويتر" و"الواتساب"... وقد امكن رصد ثلاثة مواقع اخبارية عراقية تتداول التصريح الآتي: "الرئيس الاثيوبي قبل قليل: إذ لم نتحد بمكافحة الفساد سنصبح مثل العراق". واكتفت بذلك، من دون ان تضيف الى التصريح او توسعه، او تذكر المصدر الذي استندت اليه.

-هذا التنوع في البوستات المتناقلة المنسوبة الى رئيس الوزراء الاثيوبي يضعف من دون شك صدقيتها وجديتها، ويثير تساؤلات عن صحتها، لا سيما تجاه هذه السهولة في استبدال اسم بلد بآخر، ولغياب ذكر اي مصدر جدي رسمي لهذا الكلام، وللوقوع في التباس بين رئيس اثيوبيا ورئيس الوزراء الاثيوبي. 

-هل صرّح الرئيس احمد بمثل هذا الكلام منذ تسلمه منصبه قبل اشهر عدة؟

رداً على بوستات تفيد بانه ادلى بهذا الكلام "عقب تأديته مراسم اليمين الدستورية"، تبيّن مراجعة لكلمته المترجمة بالكامل الى الانكليزية، عدم تضمنها مثل هذا التصريح المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي. احمد لم يتناول من قريب ولا من بعيد الفساد في لبنان او العراق او الجزائر او المغرب، ولم يجر مقارنة، وفقا لما يوحي به البوست المتناقل.

ما تكلم عليه في كلمته هو الفساد في اثيوبيا واهمية الوحدة... ومما قال على سبيل المثال: "الفساد هو احد الاسباب الرئيسية التي حركت شكاوى شعبنا في الاعوام الأخيرة". "لقد توصلنا الى ان ندرك انه من المستحيل محاربة الفساد بمجرد تأسيس مؤسسات لمكافحته". "وحدتنا يمكن ان تكون نموذجا للعالم". "لا مشكلة تعجز الوحدة عن ايجاد حل له". "لان (الوحدة) تبني الامم". "الوحدة الوطنية هي الاسمى". "يجب ان نشير الى ان الوحدة الوطنية لا تعني الوحدانية". "وحدتنا تحتاج الى ان تعانق تنوعنا وتسلط الضوء على هويتنا المتعددة الجنسية"...

-ردا على سؤال "النهار"، يؤكد مكتب رئيس الوزراء أن "هذه البوستات افتراءات متعمدة. فرئيس الوزراء الدكتور أبي أحمد يكنّ للجمهورية اللبنانية والشعب اللبناني كلّ احترام، ولم يذكر أبدًا اسم لبنان بأي طريقة تسيء اليه".

ويقول المستشار الفني الرئيسي في مكتب رئيس الوزراء يوداهي زيميكايل لـ"النهار" إن "هذه البوستات المتناقلة باسم رئيس الوزراء زائفة. ولم يشر يوما الى ما تم نسبه اليه" في التصريح المتداول عنه.

النتيجة: البوست المتداول، انطلاقا من المغرب والجزائر والعراق، وصولا الى لبنان، كاذب ومفبرك، "افتراءات متعمدة"، على ما يقول مكتب رئيس الوزراء لـ"النهار". وكان الانسب القول "رئيس الوزراء الاثيوبي"، وليس "رئيس اثيوبيا"، او "الرئيس الاثيوبي" لتتلاءم هذه الصفة مع الصورة المرفقة بالبوست، والتي تخص رئيس الوزراء الاثيوبي.


[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم