الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"خير أمة" في مخيلة "القاعدة": شقراء وعينان زرقاوان

المصدر: "النهار"
القاهرة- ياسرخليل
"خير أمة" في مخيلة "القاعدة": شقراء وعينان زرقاوان
"خير أمة" في مخيلة "القاعدة": شقراء وعينان زرقاوان
A+ A-

وتخاطب المجلة جمهورها من النساء الجهاديات، وتتضمن نصائح تخص المرأة والأسرة، والعلاقة بين الزوجين، وتربية الأولاد على "الشجاعة"، وحجاب المرأة، وغير ذلك من المواضيع المنوعة، والهادفة الى إعداد جيل جديد من الجهاديين.

ويثير هذا الظهور الطاغي لذوي البشرة البيضاء والعيون الزرق، في المجلة الجهادية التي ترفع شعار "خير أمة"، علامات استفهام، خصوصاً أن "القاعدة" تنظيم شرقي المنشأ والقيادة.


الجانب النفسي

يقول الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي لـ"النهار" إن "الإرهابيين يحاولون لفت الانتباه إليهم، ويسعون لجذب فئات جديدة الى تنظيماتهم. كانوا في البداية يستهدفون المتطرفين في البلدان العربية، الذين لديهم نقص في الانتماء إلى أوطانهم، ومن يمكن خداعهم باسم الدين، وإقناعهم بالهروب إلى الله من خلال العمليات الانتحارية أو بالقتال المسلح، وهذا المخزون بدأ ينضب، فأغلب البلدان العربية التفتت إلى استهداف تلك التنظيمات لشبابها".

ويضيف الأستاذ الجامعي: "بعدما تيقظت أجهزة الأمن في البلدان العربية التي كانت تصدر الجهاديين بشكل رئيسي لتلك التنظيمات، مثل مصر والسعودية وتونس والمغرب وغيرهم، توجه الإرهابيون نحو الشيشان ودول الاتحاد السوفياتي السابق، والبلقان والبلدان الغربية".






وحين يضع تنظيم "القاعدة" في إصدارته الجديدة صوراً ذات ملامح غربية، يوجه رسالة لجمهوره المستهدف في تلك الدول، ويقول إن لديه غربيين. ومن جهة أخرى يغري الشباب العربي بفتيات غربيات جميلات في التنظيم، وأنهم متكاسلون عن الجهاد، في الوقت الذي يجاهد فيه أبناء الغرب. هو يرسل العديد من الرسائل في اتجاهات متباينة".

مخرجون غربيون

لكن منير أديب الخبير في جماعات الإسلام السياسي والإرهاب الدولي يشير إلى زاوية مغايرة، ويقول لـ"النهار" إن "المسؤولين عن الإعلام ورسم المجلات وإنتاج مقاطع الفيديو والمحتوى الإعلامي بشكل كامل في التنظيمات الإرهابية الكبرى، مثل داعش والقاعدة، هم من أصول غربية، أو تلقوا دراسات متقدمة في أوروبا وأميركا. وهؤلاء في الغالب أميركيون أو بريطانيون، أو ألمان، أو فرنسيون".




ويضيف الخبير في الإرهاب الدولي: "يمكن أن تلاحظ هذا في الإصدارات المنتشرة لهذين التنظيمين. على سبيل المثال مقطع الفيديو الذي للطيار الأردني معاذ الكساسبة. كانوا يصورون دخول النار الى القفص الحديد بصورة احترافية للغاية. وكذلك مقطع فيديو ذبح 21 قبطياً في ليبيا، وغير ذلك الكثير ".

ويضيف اديب: "حين تنظر إلى مجلة دابق على سبيل المثال، تشعر أنك أمام نيوزويك، أو واشنطن بوست" ...إخراج تلك المجلات يتم بحرفية عالية، سواء في صورة الغلاف، أو في العناوين الصحافية المركزة التي يصلح منها الكثير من الرسائل الضمنية".

ويرى الخبير في جماعات الإسلام السياسي أن "هؤلاء الغربيين المنتمين للقاعدة وداعش، لا يرون سوى الغربيين ببشرتهم الشقراء وعيونهم الملونة. لا يرون الإنسان إلا بهذا الشكل. ولأنهم القائمون على إخراج المجلات ورئاسة تحريرها، يختارون الإنسان حسبما برونه في بيئتهم الأم، ولن يكونوا معنيين بجلب صور عرب أو أفارقة إلى صفحات تلك المجلات. وصحيح أن بعض من يكتبون في هذه الإصدارات من العرب، لكن الإخراج والتنفيذ وإدارة التحرير تكون في أيدي الجهاديين الغربيين".

الجمهور المستهدف

ويقول المخرج الصحافي تامر فتحي لـ"النهار": "حين أقوم بإخراج مجلة، أضع في اعتباري أولا الجمهور المستهدف، فإذا كنت أخرج مجلة عن الموضة، أو المطبخ أستخدم صور عارضات مثاليات، وحين أخرج مجلة شاملة، استخدم صورا من الشارع الذي يقرأ هذه المجلة، واختار صورا تتناسب مع المحتوى النصي المنشور".

ويوضح فتحي: "هذا يعني أحد أمرين، إما أن من قاموا بإخراج مجلة (بيتك) أخطؤوا في اختيار الصور المناسبة للجمهور المستهدف، والذي يفترض أنه عربي. أو أنهم يقصدون ما فعلوه ويستهدفون جمهوراً غربياً، أو من الشيشان والقوقاز وغير ذلك".

ويضيف المخرج الصحافي: "حين كنت أدرس في أحد المعاهد المتخصصة في الإخراج الصحافي، تناولنا دراسة عن إعلام التنظيمات الإرهابية، وكان يتحدث عن مدى تطور إخراج إصدارات تلك التنظيمات، وأنها تستعين بمخرجين ومنفذين من أصول أوروبية وأميركية، وقد شاهدت بعض تلك الإصدارات وهي بالفعل تمتاز بتقنيات عالية في الإخراج، لهذا فإنه من المرجح أن تكون صور ذوي البشرة الشقراء والعيون الملونة مقصودة ولها هدف محدد".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم