السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"تيار المستقبل"... ومستقبل لبنان

المحامي إميل جعجع
Bookmark
A+ A-
لعِبت الطائفة السنّية دوراً تأسيسياً في قيام دولة لبنان الحديث منذ الإستقلال حتى يومنا هذا. فالزعامة السنية المتمثلة بالراحل رياض الصلح كان لها الدور التقريري في حسم النقاش السياسي والعقائدي باستقلال لبنان وعروبته، وقد شكلت الرافعة السنية بالتعاون مع الرئيس بشارة الخوري المسيحي من خلال تركيز دعائم الميثاق الوطني بواقعية وحنكة سياسية قلّ نظيرها في العالم العربي عبر الإعتراف بالواقع الإجتماعي اللبناني وترجمته واقعاً سياسياً في تكوين السلطة وتقاسمها بين الطوائف اللبنانية. مع رحِيل الرئيس رياض الصلح عام 1951 خفّ وهج الزعامات السنية في تقرير السياسات الوطنية الكبرى، وأصبحت إمّا مهمّشة بجانب رؤساء جمهورية أقوياء وأصحاب كاريزما سياسية مؤثرة، كالرئيسين كميل شمعون وفؤاد شهاب، وإما ملحقة لزعامات عربية كبرى كان صدى خطاباتها السياسية يمتد على مساحة الأوطان العربية مع الزعيم الإستثنائي جمال عبد الناصر وحلم تحقيق العروبة بكل أبعادها السياسية والإيديولوجية، وصولاً الى صعود التيارات الفلسطينية المسلحة بعد هزيمة العرب عام 1967 بحيث أصبحت الزعامة الدينية والسياسية للطائفة السنية تعتبِر خلال الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 ان منظمة التحرير الفلسطينية هي جيش المسلمين في لبنان. بعد انتهاء الحرب الأهلية في لبنان عام 1990 سطع نجم الرئيس الراحل رفيق الحريري على الساحة السياسية اللبنانية ودوره المحوري في إنهاء حالة الحرب، والتحضير لاجتماع النواب اللبنانيين في مدينة الطائف السعودية ومساهمته الكبيرة في بلورة الأفكار والأسس الدستورية التي أدت الى توقيع وثيقة الوفاق الوطني، التي أنهت حالة الحرب وأعادت صوغ التوازنات السياسية والميثاقية بين الطوائف، مع بعض التعديلات التي فرضتها الأعراف...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم