كيف نُميز بين اضطرابات الغدة وسرطان الغدة الدرقية؟

صحيح انه ليس من الأنواع الأكثر انتشاراً في لبنان والعالم ولكن يبقى ورماً خبيثا يُصيب النساء أكثر من الرجال. اسبابه غير معروفة بعد بالرغم من وجود بعض العوامل المؤثرة للإصابة به لكن تشخيصه سهل ويمكن معالجته بحسب نوعه وخطورته. فما هي انواعه وكيفية تشخيصه وأهم أعراضه وعلاجه؟

قبل الخوض في سرطان الغدة الدرقية وتفاصيله، يُقسم الإختصاصي في أمراض الغدد الصمَّاء والسكري والمدير الطبي العام في مستشفى جبل لبنان الدكتور إيلي غاريوس سرطان الغدة الدرقية الى 4 أنواع:

* سرطان الغدة الدرقية الحليمي (Papillary thyroid cancer): وهو أشهر أنواع سرطان الغدة الدرقية، حيث يأتي من الخلايا الجريبيّة، وهي المسؤولة عن إنتاج وتخزين هرمونات الغدة الدرقية. والذي يعتبر غير عنيف بشكل خاص .

* سرطان الغدة الدرقية الجريبية (follicular carcinoma): من الأنواع التي تعتبر قابلة للشفاء وغير خطيرة مقارنة بأنواع اخرى.

* سرطان الغدة الدرقية النخاعي او اللبي (Medullary Carcinoma): يبدأ سرطان الغدة الدرقية النخاعي في خلايا معروفة باسم خلايا سي في هذه الغدة، والتي تنتج هرمون الكالسيتونين. ويعتبر هذا النوع أصعب من النوعين السابقين ولكنه يبقى أقل خطورة من سرطان الكشمي.

* سرطان الغدة الدرقية الكشمي (Anaplastic thyroid carcinoma) وهو من السرطانات الأقل شيوعاً لكنه الأكثر خطورة وعنفاً.

علماً ان غالبية التحولات في الغدة الدرقية تُسمى بالـGoiter (تضخم) ويمكن ان يكون هذا الورم حميداً وفي بعض الحالات (1%) يكون سرطاناَ. وينتج التورم الحميد او الـ Goiter إما خللاً في استقلاب اليود او خللاً في بناء هرمونات الغدة.

بالإجمال يُقسم سرطان الغدة الى 3 اقسام:

* سرطان علاجه سهل

* سرطان علاجه متوسط ومقبول

* سرطان علاجه صعب

أسباب وأعراض تحذيرية

لكن ما الأسباب المسؤولة عن الإصابة بسرطان الغدة؟ برأي غاريوس "ما زالت أسباب سرطان الغدة الدرقية غير معروفة تماما. لكن هناك عوامل ومسببات قد تزيد نسبة الإصابة به ومنها:

* التعرض لمستويات مرتفعة للإشعاعات (علاج شعاعي) في مرحلة الطفولة.

* حدوث طفرة جينية غير متوارثة تسمح للخلايا بأن تنمو وتتكاثر بسرعة.

لكن ماذا عن أعراضه؟ يشير الاختصاصي في أمراض الغدد الصمَّاء والسكري والمدير الطبي العام في مستشفى جبل لبنان الى انه يجب التمييز بين أعراض سرطان الغدة وأعراض الورم الحميد وإضطرابات عمل الغدة. نبدأ اولا بأعراض سرطان الغدة الذي يتمثل بـ :

* تضخم في الغدة

* صعوبة في البلع

* ألم في العنق في مراحل متقدمة من المرض

اما بالنسبة الى أعراض اضطرابات الغدة الدرقية نعني بذلك اما فرط نشاط في افرازات الغدة او انخفاضها.

اعراض فرط نشاط افرازات الغدة الدرقية:

* الشعور بالتعب والإرهاق

* خسارة الوزن

* دقات قلب متسارعة

* الشعورد الدائم بالجوع

* أرق وقلة نوم

* كثرة التبول

اما بالنسبة الى أعراض انخفاض افرازات الغدة:

* زيادة في الوزن

* التعب والإرهاق

* الترهل وانتفاخ في الوجه

* زيادة حجم اللسان

مع العلم، ان تشخيص انخفاض إفرازات الغدة صعب جداً وفي حالات كثيرة تكون المؤشرات ضعيفة وتستغرق سنيناً طويلة قبل تشخيصها.

اذاً يمكن للطبيب عند فحص المريض ان يعرف من خلال اللمس اذا كان هذا الورم سرطانا او كتلة حميدة، لأن السرطان غالباً ما يكون قاسياً وصلباً ويمكن تمييزه بسهولة من خلال الفحص السريري، بالإضافة الى التصوير بالصدى (echo) وفحص الخزعة.

ويشدد غاريوس في حديثه على أهمية عمل الغدة الدرقية ونشاطها والتي تعتبر من أكثر المشاكل الشائعة في الغدة. نراقب الغدة الدرقية بمراقبة TSH حيث يكون مستواها الطبيعي بين 1-5 ميكروغرام. ويساعد فحص الغدة النخامية دراسة الحالة الفيزيولوجية لفرز الغدة. إذ تقوم الغدة النخامية بإفراز هرمون TSH الذي يعمل على تحفيز الغدة الدرقية .

لكن زيادة الفرز او انخفاضه لا علاقة له إطلاقاً بسرطان الغدة وانما بإضطرابات في عمل الغدة الدرقية. لذا يجب التمييز بينهما تفادياً لأي لغط قد يحصل عند المريض.

أهم علاجات سرطان الغدة

يؤكد غاريوس ان "سرطان الغدة يعتبر نوعا ما اقل ضرراً من باقي السرطانات، وتتضمن الأساليب العلاجية له ما يلي:

* اليود النووي او المشع

* الجراحة لإستئصال الغدة كلها او جزء منها بحسب نوع السرطان وحالة المريض.

* علاج هرموني: بعد جراحة استئصال الغدة او اليود حيث يتناول المريض دواء مدى الحياة يعمل على إمداد الجسم بما فقده من هرمونات كما انها تمنع الغدة من التضخم مجددا وتكرار انتاج خلايا سرطانية.