الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

نتنياهو عرض "أدلة" جامدة ومتحركة من إيران ولبنان...واشنطن تلاقيه

المصدر: "النهار"
نتنياهو عرض "أدلة" جامدة ومتحركة من إيران ولبنان...واشنطن تلاقيه
نتنياهو عرض "أدلة" جامدة ومتحركة من إيران ولبنان...واشنطن تلاقيه
A+ A-

 وبعدما نأى ترامب بنفسه عن مبدأ "حل الدولتين" الذي تبناه أسلافه منذ 2001 على الاقل، أعاد الرئيس الاميركي عقارب الساعة الى الوراء على هامش الجمعية العمومية، وقال خلال لقائه نتنياهو الاربعاء أنه "يفضل قيام دولة فلسطينية تتعايش مع اسرائيل، وهذا هو الحل الأنجح، هذا ما أشعر به، لافتاً الى أنه حلمه أن يتمكن من فعل ذلك قبل انتهاء مدة رئاستي الأولى .

وأحدث ترامب مفاجأة في اعلانه هذا الذي يقضي عملياً بقيام دولة فلسطينية مستقلة تتعايش مع اسرائيل بسلام. ويدعو الى هذا الحل قسم من المجتمع الدولي، من الأمم المتحدة الى جامعة الدول العربية مرورا بالاتحاد الاوروبي، وذلك بهدف وضع حد لاحد أقدم النزاعات في العالم.

ويفترض أن تضم الدولة الفلسطينية المنشودة الضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل منذ اكثر من سبعين عاماً وقطاع غزة الخاضع لحصار اسرائيلي، على ان تكون القدس الشرقية المحتلة عاصمة لها.

ولكن كلام ترامب لم يكن لع وقع كبير، ربما لأن الخطوات العملية التي اتخذتها الادارة الاميركية من اعلان القدس عاصمة لاسرائيل، ووقفها تمويل وكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم "أونروا" يقوض فرص قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة ويزيد التكهنات بشأن الدولة الفلسطينية بحسب تصور ترامب.

وعن التصور الاولي لهذه الدولة المفترضة، قالت الناطقة الاقليمية باسم وزارة الخارجية الاميركية إريكا تشوسانو لـ"النهار": "لا نزال نعمل بجد على اتفاق سلام يفيد الجانبين وسنقدمه عند اكتمال الخطة ومتى يكون الوقت مناسبا. وكما أوضح الرئيس ترامب، نحن نولي أولوية عالية لتحقيق سلام شامل بين إسرائيل والفلسطينيين".

وبعد ربع قرن من توقيع اتفاقات اوسلو بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، تبدو آفاق السلام حلما بعيد المنال. وكانت آخر مبادرة أميركية في هذا الاتجاه أخفقت في 2014. وأقرت الناطقة بأنه "سيكون من الصعب أن نتوصل إلى اتفاق سلام تاريخي وسيتضمن ذلك تنازلات من كلا الطرفين. سيدعم الرئيس ترامب وفريقه الأطراف في كل خطوة نحو تحقيق الهدف".

بالنسبة الى ايران، كان ترامب حازماً في خطابه يوم الثلثاء، وندد بسلوكها الذي يزداد عدائية، وتوعد بتطبيق العقوبات الأميركية على طهران "في شكل كامل" بداية تشرين الثاني، على أن تليها تدابير عقابية جديدة "أكثر شدة من أي وقت مضى للتصدي لمجمل سلوك إيران السيئ". الا أنه قبل ذلك بساعات غرد قائلاً عن الرئيس الإيراني حسن روحاني "أنا متأكّد من أنّه رجل رائع".

الا أن تشوسانو أكدت أن أي اجتماع لم يحصل على هامش الجمعية العمومية. واعتبرت أن رسالة ترامب كانت قوية ومفاها أن بلاده لن تتسامح مع سلوك إيران العدواني والخبيث"، مذكرة بحملة ضغط عالمية التي تتزعمها لزيادة الضغط الاقتصادي على النظام الإيراني ومواجهة نشاطاته المزعزعة للاستقرار. نعيد بعد انسحابنا من خطة العمل الشاملة المشتركة فرض عقوبات متعلقة بالأسلحة النووية على إيران، بالإضافة إلى عقوبات أخرى محددة لتجفيف مصادر تمويل الحرس الثوري الإيراني ونشاطات النظام الخبيثة. وتعمل الولايات المتحدة أيضا بلا هوادة مع شركائنا وحلفائنا في المنطقة لتعزيز قدراتهم على ضمان أمن المنطقة واستقرارها".


نتنياهو وصوره وأميركا

وانضم نتنياهو الى ترامب في الحملة على ايران، وقد خصص الجزء الاكبر لخطابه الذي استمر 40 دقيقة للتهديدات التي تمثلها الجمهورية الاسلامية. واتهم ايران وهو يلوح بصورة لمبنى، بحيازة "موقع سري لتخزين مواد نووية". وهو كان واضحاً جداً في توسيع نظاق تهديداته الى "حزب الله"، قائلاً غن ايران طلبت منه تجهيز نفسه بصواريخ دقيقة تستهدف الدولة العبرية.





واستند نتنياهو الى معلومات قال إن اسرائيل حصلت عليها عندما دهمت الارشيف الذري الايراني. ودعا الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى إجراء عمليات تفتيش فورية في موقع تعرفه إسرائيل.

ولاقته الولايات المتحدة في دعوته هذه. ودعت وزارة الخارجية في بيان لها وزع ليلاً الوكالة الذرية الى السعي في الوقت المناسب للحصول على أية معلومات موثوق فيها، بما في ذلك المعلومات التي قدمها نتنياهو والتي يمكن أن تشير الى أن ايران لم تف بالتزامات منع الانتشار التي تتولى الوكالة مسؤولية التحقق منها.

ولفتت الوزراة إلى أن لدى إيران تاريخاً طويلاً في عدم الامتثال للوكالة، مشيرة الى أن الجهود التي كشفت أخيراً للحفاظ على أرشيف المعلومات المتعلقة بالأسلحة النووية يجعل من الضروري بشكل مطلق أن تمارس الوكالة سلطاتها بشكل مطلق من أجل توفير الثقة للمجتمع الدولي بعدم وجود مواد أو أنشطة نووية غير معلن عنها في ايران.


الناتو العربي

وفي ما خص دول المنطقة، كانت لافتة اشارة ترامب الى التحالف المنوي انشاؤه بين دول الخليج الست ومصر والاردن والولايات المتحدة والرامي خصوصاً الى مواجهة التهديدات الايرانية. وعن هذا الامر، قالت إريكا تشوسانو ان وزير الخارجية مايك بومبيو استضاف اليوم الجمعة وزراء الخارجية لكل من البحرين ومصر والأردن والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في الاجتماع الوزاري لمجلس التعاون الخليجي + 2 على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وذلك لمناقشة سبل تعزيز العلاقات الإقليمية والأمن والاستقرار في المنطقة للبحث في في التحالف.

وعن تداعيات الازمة الخليجية على هذه الoطط، أوضحت أن الولايات المتحدة تعتقد أن حل النزاع من مصلحة كافة الأطراف والولايات المتحدة. ويتطلع الرئيس ترامب قدما إلى أن يبذل شركاؤنا جهودا مشتركة وموحدة لتعزيز الأمن الإقليمي ومواجهة أنشطة إيران الخبيثة".


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم