الوديعة

عندما يرتسم كاهن بحسب الطقس البيزنطيّ، يضع الأسقف في يده جزءًا من القربانة المكرَّسة، وهو "الحمل" الذي يرمز إلى السيّد المسيح المقدَّم قربانًا على مذبح العالم، ويقول له: "خذ هذه الوديعة، واحفظها إلى مجيء ربّنا يسوع المسيح، فإنّه سوف يسألكَ عنها". فالكاهن، برسامته، يصير مسؤولاً عن المسيح وعن جسده الذي هو الكنيسة بكلّ أبنائها. وفي المجيء الثاني للمسيح، أي عندما يقف الكاهن بعد موته أمام منبر الدينونة، سوف يسأله المسيح عن تصرّفه تجاه أعضاء جسده: هل حفظهم وأنماهم في الإيمان والرجاء والمحبة؟ هل يستطيع أن يقول، في نهاية حياته، ما قاله المسيح قُبيل آلامه: "لقد أظهرتُ اسمكَ للناس الذين أعطيتهم لي من وسط العالم... وقد حفظتهم فلم يهلك منهم أحد إلاّ ابن الهلاك، ليتمّ الكتاب" (يوحنا 6:17، 12).يذكر الكتاب المقدس أنّ قايين، بعد أن قتل أخاه هابيل، سمع صوت الله يقول له: "قايين، أين هابيل أخوك؟" فأجاب: "لا أعلم. أحارس لأخي أنا؟". فقال له الله: "ماذا صنعت؟ إنّ صوت دماء أخيكَ صارخ إليّ من الأرض. والآن فملعون أنتَ من الأرض التي فتحتْ فاها لتقبل دماء أخيكَ من يدكَ"...