جينات تجعل قامتك طويلة وتهددك بــ.... "فاريز" وجلطة

طول القامة نعمة، وربما جمال للجسد. لكن، حذار. بعد دراسة وُصِفَت علمياً بأنها "أضخم دراسة جينية أجراها الطب المعاصر"، تبيّن أن طول القامة عنصر خطورة رئيسي في الإصابة بدوالي الساقين (= "فاريز") Varicose Veins.

ويزيد في أهمية الإنذار أنّه صدر عن فريق من خبراء في علوم الجينات وأمراض القلب والشرايين في "جامعة ستانفورد" الأميركية، وشملت التدقيق في التركيبة الجينية لما يزيد على 400 ألف شخص. وأوضح البروفسور نيكولاس ليبير، وهو أستاذ محاضر في طب القلب والجهاز الدوري في "ستانفورد"، أن الدراسة أظهرت ارتباطاً بالجينات، بين طول القامة والإصابة بالـ"فاريز". والأخطر أن الدراسة نفسها تعرّفت إلى 30 جيناً مشتركاً بين دوالي الساقين وطول القامة. وكذلك علّقت البروفسورة شيرلي هوفمان، وهي تعمل في "جامعة كاليفورنيا للتكنولوجيا"، على نتائج الدراسة على تلك العلاقة الجينية مشيرة إلى كونها تنسجم أيضاً مع الدور الذي تؤديه الجينات في الإصابة بالـ"فاريز".

ويعرف عن الإصابة بجلطة عميقة في الساقين بأنها من المخاطر الطبيّة المقلقة. إذ يحدث كثيراً أن "ترسل" الجلطة العميقة في الـ"فاريز"، جلطات صغيرة الحجم نسبياً إلى أوعية دموية اخرى في الجسم، ما يساهم في انسدادها. وإذا حدث ذلك في الأوعية الدموية التي تغذي عضلة القلب، تحدث نوبة قلبية، وتؤدي في الدماغ إلى سكتة دماغية، وفي العين إلى ضرب قوة الإبصار وغيرها. وتضم الولايات المتحدة 30 مليون شخص يعانون الـ"فاريز".

وفي تفاصيل الدراسة المشار إليها آنفاً، أنها بينت وجود 2716 مؤشّراً على إمكان الإصابة بداولي الساقين. وفي القراءة العلمية لتلك المؤشرات، يتبيّن علاقتها بعوامل خطورة معروفة كالتقدم في العمر والتدخين وقلة الحركة والحمل المتكرر وكون المرء أنثى وغيرها. وفي المقابل، لم يكن الارتباط الجيني مع طول القامة متوقّعاً، بل شكّل "مفاجأة"، وفق تعبير البروفسور ليبير.