التعليم والتيسير والابتكار ثلاثة شروط لدخول لبنان اقتصاد المعرفة

أطلقتُ عام 2010 شركة تكنولوجية ناشئة في بيروت لتصميم نظّارات واقية قادرة على تسجيل نبضات القلب خلال السباحة لتحسين أداء الرياضيين، وتصنيعها وبيعها. بعد ثلاث سنوات، وبعد مواجهة تحدّيات متعددة، أدركت أنه ينبغي لي أن أُمضي مزيداً من الوقت في "سيليكون فالي" والصين من أجل الوصول إلى موارد أفضل.ربما تقف الثقافتان الشرقية والغربية على طرفَي نقيض، غير أن الاقتصادات الناجحة في الثقافتَين تستند إلى الركائز نفسها التي تعمل على تعزيز الابتكار والنمو:▪ اللوجستيات في الصين والولايات المتحدة رقمية بالكامل تقريباً، وتُتيح للأشخاص التحكّم أكثر بوقتهم: أصبحت الصين خالية تقريباً من النقود والمعاملات النقدية، وباتت المعاملات القانونية والمحاسبية رقميةً بالكامل في الولايات المتحدة، إلخ.▪ تحلّ البرمجيات الحاسوبية سريعاً مكان الوظائف البشرية، مع تحقيق نتائج أسرع وأكثر دقة، ومنها على سبيل المثل الهندسة المعمارية التي تُنفَّذ من طريق المحاكاة عبر الكومبيوتر، وتقنيات التعرف إلى الوجوه في المطارات، إلخ.▪ لقد طوّرت الولايات المتحدة والصين البنى التحتية الضرورية للإفادة من خيرة المواهب في مختلف أنحاء العالم:▪ تأشيرة خاصة بأصحاب المواهب التخصصية/روّاد الأعمال في الصين والولايات المتحدة من أجل إنشاء شركات جديدة.▪ بات إسناد الوظائف إلى جهاتٍ خارجية، عملية سهلة من خلال الأدوات المتاحة عبر الإنترنت، وسهولة الدفع من دون تحمّل رسوم إضافية.▪ الإنترنت السريع والموثوق به.▪ مراكز مجتمعية للدعم والنمو والترابط الشبكي.كي يكون لبنان جزءاً من اقتصاد المعرفة، يجب العمل على إطلاق تغيير ثقافي يتحقق من طريق التعليم والتيسير والابتكار.التعليمتؤدّي المدارس والجامعات دوراً كبيراً في إحداث تحوّل في ثقافة...