الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

إسراء من ذوي الحاجات: أحبّ شكلي وأواجه التنمّر بمحاضرات التنمية البشرية

المصدر: "النهار"
مروة فتحي
A+ A-

شاء القدر أن تكون من ذوي الحاجات الخاصة، حيث ولدت مصابة بالشفة الأرنبية مع وجود شق في سقف الحلق.

عينها اليمنى مغلقة لا ترى بها، بالإضافة إلى عدم اكتمال أصابع يديها وقدميها. إنها إسراء أحمد طالبة السنة الأولى بكلية الشريعة بجامعة الأزهر والتي تبلغ 20 عاماً.

"النهار" اقتربت إليها لتعرف قصتها ومعاناتها مع التنمّر بسبب شكلها.

تقول إسراء لـ"النهار": منذ صغري وأنا أعاني عدم تقبل الكثيرين لي، فعند بلوغي سن المدرسة رفض كثير من المدارس قبولي سواء حكومية أو تجريبية أو خاصة، حتى كان البعض ينصح أسرتي بإدخالي مدرسة تأهيل لذوي الحاجات الخاصة الذهنية مع أن نسبة ذكائي تماثل من هم في سنّي عينها، وبعد معاناة قُبلت في مدرسة أزهرية وكان زملائي يسخرون من شكلي ويعتقدون أني أقل منهم إدراكاً وذكاء وفهماً ولكني كنت أفهم مثلهم تماماً وحتى لا أصاب بالعزلة أو الاكتئاب كنت أتأقلم معهم حتى كنت أضحك معهم على شكلي ولا يتهمني أي أحد بأني معقدة ولكني في الحقيقة كنت أحب شكلي وهيئتى التي خلقني الله بها، وكانت والدتي تدعمني في ذلك حتى كانت ثقتي بنفسي تفوق كل الحدود".

أضافت: "أتعرض للتنمر في كل مكان في الشارع والمواصلات حتى إنني كنت أركب مع سائق أوبر اعتقد أنني متخلفة عقلياً فقال لي "تعالي أجيبلك شوكولاتة وتروحي معايا البيت شوية"، وغيرها من حالات التنمر التي تعرضت لها والتي تنم عن وجود نقص في ثقافة التعامل مع الشخص المختلف بشكل عام".

وتابعت: "عندما كبرت اكتشفت أن ضحكي على نفسي مع زملاء المدرسة كان خطأ ومن هنا قررت أن أعطي محاضرات تنمية بشرية للتوعية بكيفية معاملة متحدي الاختلاف بشكل صحيح، كما أحضر مع أطباء علم نفس كنموذج جيد لمتحدي الاختلاف ونموذج إيجابي للثقة بالنفس، ويعود الفضل في ذلك إلى والدتي التي كانت تقف بجانبي وتدعمني وتشجعني وتملؤني ثقة وتحدياً، كما أنني سعيدة بحملة المجلس القومي للطفولة والأمومة التي تكافح التنمر في المدارس، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومنظمة اليونيسف وبدعم من الاتحاد الأوروبي والتي أطلقت تحت شعار "أنا ضد التنمر"، حيث بلغت نسبة مشاهدة الفيديو الدعائي للحملة ما يفوق 11 مليون مشاهدة، عبر السوشيل ميديا".

وأكدت قائلة: "السر في مروري بسلام من كل حالات التنمر التي مررت بها هو أن والدتي زرعت فيّ شيئاً مهماً هو أن أعذر الناس على جهلهم وعدم فهمهم، فمشكلتهم ليست معي ولكن مشكلتهم الحقيقية في قلة وعيهم وإدراكهم، فليس من المنطقي أن أحزن من أشخاص ليس لديها وعي، وأتمنى أن ربنا يكرم كل الناس بالوعي حتى يعرفوا يفهمونني ويفهمون غيري وهذا ما أفعله في المحاضرات التي أقدمها كما أحضر عديداً من المناسبات الخاصة بكيفية تعامل الناس مع أصحاب الاختلاف بشكل عام".

وأوضحت: "لديّ الكثير من الأصدقاء الذين يدعمونني ويحبونني ويعتبرون روحي جميلة، كما أن لديّ عديداً من الأصدقاء على فايسبوك يتمنون أن يقابلوني ويتحدثوا معي عن تجربتي".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم