السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

عن العذارى والأشجار

Bookmark
عن العذارى والأشجار
عن العذارى والأشجار
A+ A-
أعتقد أن المسألة الأهم على جدول الأعمال اللبناني راهناً هي البيئة. فهذه البلاد التي عرفت نزاعات كثيرة وإخفاقات بالجملة، منها أزمة النفايات والحرب والتشنّجات المذهبية المستمرة والفساد، تتّجه نحو الانقراض والفناء.أرى ترابطاً بين تديّننا وتدمير بيئتنا. حتى إنني قد أذهب إلى القول بأن سلوكنا حيال اختفاء الواحة الخضراء التي كان عليها لبنان في ما مضى، ربما يستمدّ جذوره من العلوم الدينية.نقرأ في سفر التكوين أن البشر "يتسلّطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم، وعلى كل الأرض، وعلى جميع الدبّابات التي تدبّ على الأرض". كان التديّن اللبناني، وسيبقى كما أعتقد، عقب أخيل دولتنا القومية. حتى الآن، يشكّل الدِّين – أيُّ دينٍ كان – المصدر الأساسي لأخلاقياتنا، ما يُقوِّض تدريجاً مؤسساتنا العلمانية كمصدر للسلوك الأخلاقي، وحتى القوانين.تشتمل منظومة الحوكمة المعقّدة في لبنان على عنصر ثيوقراطي لا ريب فيه. لذلك يجب أن يتحمّل الجهاز الديني نصيبه من الملامة عن الخلل الوظيفي الذي تعانيه حكومتنا. وينبغي أن تكون أولويته إنقاذ بيئتنا، ومحاولة كبح وباء السرطان الذي يفتك بأطفالنا ومواطني هذا البلد.يجب الاسترشاد أيضاً بالآية الآتية الواردة في القرآن الكريم عن أسلوب التعاطي مع الأرض: "... ولا تبغِ الفساد في الأرضِ إنَّ الله لا يُحبّ المُفسِدين" (سورة القصص، 77).ويرد في إنجيل القديس متّى: "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه؟" وأنا أضيف، خسر صحته وهضابه ومحيطاته. أعتقد أن الوقت حان كي تتحمّل السلطات الدينية المسؤولية، وتُبادر في الحال إلى تغيير تعاليمها وسلوكها...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم