الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

إعداد الطلاب اللبنانيين للمستقبل

Bookmark
إعداد الطلاب اللبنانيين للمستقبل
إعداد الطلاب اللبنانيين للمستقبل
A+ A-
تسنّت لي، قبل بضعة أسابيع، فرصة المشاركة في يوم واحد في ورشة عمل استمرت ثلاثة أيام من تنظيم المركز التربوي للبحوث والإنماء، وكان الهدف منها عرض الخلاصات التي توصّل إليها تحليل النتائج التي حققها الطلاب اللبنانيون في الامتحانات الرسمية، وفي الاتجاهات في دراسة الرياضيات والعلوم العالمية (TIMSS)، والبرنامج الدولي لتقييم مكتسبات الطلبة (PISA)، وكلاهما اختباران للمقارنة بين أداء البلدان على المستوى الدولي، ويُشارك فيهما لبنان بصورة منتظمة مستمدّاً دروساً من الاستنتاجات التي يتم التوصل إليها. TIMSS عبارة عن دراسة مقارَنة دولية بالاستناد إلى المناهج الدراسية، يشارك فيها طلاب من الصفًّين الرابع والثامن أساسي، وفي بعض الأحيان، طلاب من صفوف أعلى، وتُغطّي ميادين مختلفة في الرياضيات والعلوم. يشارك لبنان عند مستوى الصف الثامن أساسي (أي الصف السابق لصف الشهادة المتوسطة أو ما يُعرَف بالبروفيه). أما برنامج PISA فعبارة عن تقييم دولي متواصل يقيس إلمام الطلاب البالغين من العمر 15 عاماً، بالقراءة والرياضيات والعلوم كل ثلاث سنوات. ويتضمن أيضاً معايير لقياس الكفاءات العامة أو المتعددة التخصصات في إطار مواد المنهاج الدراسي، مثل حل المعضلات التعاوني. يهدف PISA إلى منح المدرِّسين أفكاراً وتصوّرات يمكن استخدامها والبناء عليها في وضع السياسات والممارسات. تُظهر نتائج الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة (البكالوريا) في لبنان نجاحاً بنسبة 90.55% في فرع العلوم العامة، وحوالى 77% في فرع الآداب والإنسانيات، و73% في فرع الاجتماع والاقتصاد، وتبلغ نسبة النجاح 82.31% في الشهادة المتوسطة. في المقابل، تُظهر نتائج اختبار TIMSS لعام 2015 لطلاب الصف الثامن، أن لبنان حلّ في المرتبة 27 من أصل 39 في الرياضيات، و34 من أصل 39 في العلوم، في حين أن نتائج اختبار PISA الأخير تكشف عن حلول لبنان في المرتبة 64 من أصل 74 في الرياضيات، و74 من أصل 74 في القراءة، و69 من أصل 74 في العلوم.لقد لفتني الفارق الصارخ بين نتائج الامتحانات المحلية والدولية. ففي حين أظهرت نتائج الامتحانات الرسمية اللبنانية نجاح الطلاب اللبنانيين بنسَب مرتفعة جداً، لم يحقق هؤلاء الطلاب نتائج جيدة في الامتحانات الدولية. غير أن ما فاجأني كان غياب النقاشات العميقة في ورشة العمل حول الأسباب التي تقف خلف هذه الفوارق، والتركيز على تحسين الأداء في الامتحانات الدولية، بدلاً من التركيز على الجودة الإجمالية للنظام التعليمي، وتالياً على التجارب التعليمية لجميع الطلاب اللبنانيين وتهيئتهم لعيش حياة سعيدة وناجحة في القرن الحادي والعشرين. صحيح أن المبادرة التي أطلقها المركز التربوي للبحوث والإنماء تستحق الثناء نظراً إلى تركيزها على مشكلة ملحّة وسعيها إلى إشراك جميع أصحاب الشأن المعنيين بالقطاع التعليمي، إلا أن الأهم هو اعتماد مقاربة منهجية شاملة بدلاً من مقاربة مجزّأة للإصلاح...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم