الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الأهواز تدمي "الحرس الثوري" وتزيد الضغط على طهران

المصدر: "النهار"
الأهواز تدمي "الحرس الثوري" وتزيد الضغط على طهران
الأهواز تدمي "الحرس الثوري" وتزيد الضغط على طهران
A+ A-

وكانت مدينة الأهواز قبل ظهر اليوم تشهد عرضاً عسكرياً بمناسبة احتفالات أسبوع الدفاع المقدس الذي يحيي ذكرى الحرب بين إيران والعراق (1980-1988)، عندما فتح مسلحون النار على وحدات الجيش و"الحرس الثوري" الإيراني المشاركين بالعرض، من مبنى قريب ومن موقع خلف منصة السلطات الحاضرة للعرض.

وأظهرت أشرطة فيديو عسكريين يشاركون في عرض عسكري يفرون مع سماع دوي الرصاص، وآخرون يحملون رفاقاً لهم مضرجين بالدم الى سيارات اسعاف.

وشارك في تنفيذ الهجوم أربعة مسلحين، ارتدوا أزياء عسكرية، قُتل اثنان منهم في الهجوم، فيما تضاربت المعلومات عن مصير الاخرين.

وتحدثت وكالات الانباء عن مقتل 24 شخصاً وإصابة 53 آخرين بجروح في الهجوم، نصفهم تقريباً من "الحرس الثوري"، في إحدى أسوأ الضربات التي يتعرض لها. وقالت وكالة انباء "إيسنا" الطالبية أن من بين القتلى نساء وأطفالاً من المتفرجين ورجحت إلى ارتفاع هذه الحصيلة لأن ثمة جرحى في حال الحرج.




كذلك، نقلت كالة أنباء "تسنيم" المقربة من الحرس الثوري الإيراني، عن نائب حاكم المحافظة على حسين حسينزاده، إن "صحافياً من بين الضحايا القتلى فضلاً عن مدنيين وعسكريين"، ولم يستبعد ارتفاع عدد الضحايا القتلى نظراً لوجود مصابين في حالات خطرة.

وتبنت "حركة النضال العربي لتحرير الأهواز"، مسؤوليتها عن الهجوم. وقال الناطق باسم الحركة يعقوب حر لـ"النهار": " استهدفت المقاومة الوطنية الأهوازية صباح اليوم منصة عرض عسكري لقوات الإحتلال الإيراني في الأهواز العاصمة مما أدى إلى مصرع ما لا يقل عن أربعين عسكرياً و إصابة العشرات كلهم من المسؤولين العسكريين أو عناصر حمايتهم ". وأكد أن من كانوا على المنصة أثناء استهدافها هم أعضاء في مجلس الخبراء وضباط وعناصر من "الحرس الثوري" ومسؤولون عسكريون إيرانيون كبار .

ورفض حرّ التقارير الايرانية الرسمية عن ضحايا مدنيين، قائلاُ إن مصادرنا تشير إلى أنه لم يصب أو يقتل أي مدني خلال العملية لأن منصة العرض العسكري المستهدفة كانت تعج فقط بمسؤوليين وضباطاً وعناصر من العسكريين الإيرانيين وكانت تبعد ما لا يقل عن ٥٠٠ متر عن المدنيين.

وبرر العملية بأنها "رد طبيعي ضد الجرائم التي يرتكبها النظام الارهابي الايراني ضد الشعب العربي الاحوازي".

وسبق لـ"حركة النضال العربي لتحرير الأهواز" ان تبنت هجمات سابقة ضد أهداف عسكرية في المنطقة وهي تعرف عن نفسها بأنها تشكيل يشمل مجموعات اهوازية مختلفة متفقة على مقاومة الاحتلال الايراني بالطرق المشروعة وتعتبر "حركة النضال" عمودها الفقري.

ويبلغ عدد سكان اقليم الأهواز أو خوزستان ذي الغالبية العربية نحو 12 مليون نسمة، ويمتد على مساحة 375 ألف كيلومتر مربع.





وتأسست هذه الحركة عام 1999 من مجموعة من عرب الأهواز المقيمين في أوروبا، وهي تهدف إلى إنشاء دولة عربية في الاقليم. وفي حزيران 2005، بدأت نضالها المسلح ضد الحكومة الايرانية متهمة اياها بعمليات تهجير قسري لسكان الأهواز العرب.

ومذذاك، أعلنت الحركة مسؤوليتها عن عددٍ من الأعمال المسلحة مما دفع بالجمهورية الاسلامية الى تصنيفها جماعة إرهابية. ولعل آخر الهجمات التي تبنتها كانت اغتيال رئيس جهاز الاستخبارات حسين شريفي في 15 شباط 2017 . وقبل ذلك بشهر، أعلنت مسؤوليتها عن تفجير تفجير خطي أنابيب في جنوبي إيران الغني بالنفط "رداً على التدخلات الإيرانية في سوريا والعراق واليمن".





وفي تشرين الثاني الماضي، اغتيل زعيم الحركة أحمد مولى نيسي في مدينة لاهاي في عملية اتهمت بها طهران، الامر الذي يؤكد أن حرب الظل بين النظام الاسلامي والحركة تمتد الى خارج حدود ايران.

اتهامات


ووجهت طهران اصابع الاتهام الى جهات خارجية بالهجوم. وصرح الناطق باسم "الحرس الثوري" رمضان شريف بأن الحركة الاهوازية تتلقى دعماً من السعودية، فيما قال البريغادير جنرال أبو الفضل شكارجي إن “هؤلاء الإرهابيين تم تدريبهم وتنظيمهم من قبل دولتين خليجيتين”.

ومساء، توعد الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن الرد إيراني على أدنى تهديد سيكون قاطعاً ومدمراً، إمضيفاً يضاً أن على الذين يقدمون الدعم الإعلامي والمعلوماتي للإرهابيين أن يتحملوا المسؤولية. 

ولكن الحر رأى أن ايران تحاول من خلال هذا الاتهام التهرب من المسؤولية عن الاسباب التي تدفع الاهوازيين الى الدفاع عن انفسهم، ومن بينها الظلم والاصظهاد واستهداف هوية الاهوازيين العربية ومحاولة تغييرها، مؤكداً أن لا علاقة لاي دولة خارجية بما حصل اليوم.

ويقول الناشط الاهوازي محمد حطاب الاحوازي إن الاهوازيين العرب يتعرضون لمضايقات منذ 2005 اشتدت وتيرتها بشكل غىير مسبوق. وفي موازاة ذلك تصاعدت اعمال المقاومة.

وتتهم أطراف داخلية وخارجية الحكومة الإيرانية بالتمييز ضد السكان العرب، إذ تحظر عليهم تعلم اللغة العربية، وتحرمهم من المناصب الحكومية، كما مارست سياسات لتغيير الواقع الديموغرافي في مناطقهم منذ 1928.

ندوة

وعقدت الجمعة ندوة على هامش الدورة 39 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ناقشت انتهاكات النظام الإيراني في الأهواز. وقدمت "المنظمة الأهوازية للدفاع عن حقوق الإنسان" بالتعاون مع المنظمة العربية لحقوق الإنسان عرضاً من حالات انتهاك حقوق الإنسان بحق الأهوازيين على يد النظام الإيراني.

وعرض ممثلو المنظمتين خلال الندوة مستوى انتهاكات النظام الإيراني بحق الأهوازيين، وخصوصاً النساء والأطفال ومعتقلي الرأي والمعتقلين السياسيين.


وقالت المنظمة إن «النظام الإيراني ينفذ مخططات تدميرية على الصعيد البيئي والتعليمي والثقافي".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم