"اشرب من البحر" شعار مصر لمواجهة العجز المائي

لجأت الحكومة المصرية إلى خطة جديدة تهدف إلى تحلية مياه البحر لمواجهة أزمة نقص المياه من ناحية بسبب نقص منسوب نهر النيل على خلفية بناء سد النهضة في إثيوبيا، إلى جانب مواجهة ارتفاع تكاليف نقل المياه العذبة إلى بعض المحافظات الحدودية والبعيدة.

وقررت الحكومة المصرية التوسع في إنشاء محطات تحلية المياه، قبل نهاية العام 2020، من أجل مواجهة العجز المائي للمحافظات البعيدة وبخاصة التي تطل على البحرين الأبيض والمتوسط والمحافظات القريبة منهما.

وتمتلك مصر حاليا 47 محطة تحلية أغلبها في محافظات مرسى مطروح والبحر الأحمر وشمال سيناء وجنوب سيناء، تنتج ما يقرب من 254 ألف متر مكعب يوميا، طبقا لتصريحات مسؤولي وزارة الإسكان المصرية.

الخطة المصرية الجديدة تهدف إلى زيادة إنتاج مصر من المياه التي يتم تحليتها، حيث يتم إنشاء حالياً 19 محطة، ستجعل الإنتاج المصري من المياه يقترب من مليون متر مكعب يوميا، حيث يتم تنفيذ محطتين في محافظة مرسى مطروح ومحطة في بورسعيد لتحلية مياه البحر المتوسط، بالإضافة إلى 5 محطات جديدة في محافظة جنوب سيناء و3 محطات بمحافظة شمال سيناء لتحلية مياه البحر الأحمر.

وتتم عملية تحلية مياه البحر على 3 مراحل، حيث تبدأ المرحلة الأولى بالمأخذ البحري لنقل مياه البحر عبر أنفاق تحت الأرض، حيث تصل المياه إلى وحدة التحلية بالمرحلة الثانية، حيث يتم التخلص من جزيئات المياه المالحة بإلقائها في البحر، وتعتمد التقنيات الحديثة على عملية التناضح العكسى "RO"، لفلترة المياه عبر مراحل تشغيلها عن طريق نظام المعالجة النهائية "فلاتر الكالسيت" وحقن ثاني أكسيد الكربون لمعالجة المياه، ثم المرحلة الثالثة بعزل المياه العذبة.

وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، افتتح قبل أشهر قليلة محطة "اليسر" لتحلية مياه البحر بمدينة الغردقة، حيث تكلف إنشاؤها ٨٢٥ مليون جنيه، بالإضافة إلى ٢٠٠ مليون جنيه أخرى مصاريف تشغيل وتوسعات فيها، بطاقة إنتاجية ٨٠ ألف متر مكعب يومياً، لتكون أكبر محطة تحلية في أفريقيا.

وأكد المهندس ممدوح رسلان رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، أن المياه قضية أمن قومي في مصر، مؤكدا أن حصة مصر من مياه نهر النيل ثابتة وتبلغ 55 مليار متر مكعب سنويا، بينما تزيد أعداد السكان بشكل كبير، وهو ما يجعل خطر العجز المائي يدهم المصريين في حالة عدم البحث عن حلول بديلة، لتلجأ مصر إلى المياه الجوفية وتحلية مياه البحار بالمحافظات الساحلية، بالإضافة لمطالبة المواطنين بترشيد الاستهلاك والحفاظ على المياه.