الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

روسيا تعتبر حل إدلب "مرحلياً" نحو التسوية الشاملة

روسيا تعتبر حل إدلب "مرحلياً" نحو التسوية الشاملة
روسيا تعتبر حل إدلب "مرحلياً" نحو التسوية الشاملة
A+ A-

صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن إنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب السورية ليس حلاً نهائياً، بل إنه خطوة مرحلية وضرورية بالنسبة الى التسوية السورية.

وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده في ساراييفو مع نظيره البوسني إيغور تسرناداك: "في ما يتعلق بالاتفاق الروسي- التركي في شأن إدلب، إنه يهدف في الدرجة الأولى إلى القضاء على تحدي الإرهاب، وهو خطوة مرحلية من دون أدنى شك، لأن الحديث يدور فقط عن إنشاء منطقة منزوعة السلاح، لكنها خطوة ضرورية لأن ذلك سيتيح منع القصف المتواصل من منطقة خفض التصعيد في إدلب لمواقع القوات السورية وقاعدة حميميم الروسية".

وأوضح أن الاتفاق يقضي بانسحاب جميع مسلحي "جبهة النصرة" الإرهابية من المنطقة المنزوعة السلاح حتى منتصف تشرين الاول المقبل، وأن موسكو وأنقرة نسقتا الأربعاء الماضي معايير عبور المسلحين حدود المنطقة المنزوعة السلاح.

وعلّق على تصريحات ممثلين للمعارضة السورية بأن اتفاق إدلب نسف تطلعات الرئيس السوري بشار الأسد الى السيطرة على المحافظة، بأن تقويمات المعارضة هذه لا تصب، في رأي موسكو، في مجرى احترام مهمة الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، كما تنص عليه قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

واعتبر ن أكبر تهديد لسيادة سوريا ووحدتها يأتي من شرق الفرات، من المناطق الخاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) المدعومة من الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، حيث تُقام في إشراف واشنطن هياكل تتمتع بحكم ذاتي، مشدداً على أن موسكو كانت وستظل تطالب الولايات المتحدة بوقف هذه النشاطات غير المشروعة.

ونقلت وكالة "انباء الاناضول" التركية شبه الرسمية عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنه سيجتمع في نيويورك مع نظيريه الروسي والإيراني للبحث في الوضع بسوريا.

ومن المتوقع أن يكون جاويش أوغلو ضمن الوفد المرافق للرئيس رجب طيب أردوغان خلال دورة الجمعية العمومية للأمم المتحدة الأسبوع المقبل.

تداعيات اسقاط الطائرة الروسية

في غضون ذلك، أفاد مسؤول عسكري إسرائيلي أن إسرائيل قدمت الى موسكو دليلاً على أنها غير مسؤولة عن إسقاط طائرة روسية في سوريا.

وقتل طاقم روسي مكون من 15 فرداً عندما أسقطت طائرة استطلاع روسية من طراز "إيل-20" قبالة اللاذقية في شمال سوريا الاثنين. وقالت روسيا إن سوريا أسقطت الطائرة بعيد شن طائرات إسرائيلية غارة على هدف في المنطقة.

وفي أول الأمر، بدا أن الحادث سيسبب أزمة بين روسيا وإسرائيل بعد اتهام وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو تل أبيب بأنها مسؤولة بشكل غير مباشر عن الواقعة. لكن الرئيس فلاديمير بوتين وصف هذه الواقعة بأنها "سلسلة من الأحداث المأسوية العارضة".

وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي الذي تحدث إلى الصحافيين طالباً عدم ذكر اسمه إن وفداً إسرائيلياً برئاسة قائد القوات الجوية قدم معلوماته عن الحادث "شاملة تسجيلات للمحادثات بين القوات الجوية الإسرائيلية ومسؤول في القوات الجوية الروسية في سوريا".

وأعلن أنه "أثبتنا كيف أن النيران السورية المضادة للطائرات كانت السبب المباشر في إصابة الطائرة الروسية... فتحوا النار بشكل أهوج وغير مسؤول ويفتقر الى الاحترافية بعد وقت طويل من اختفاء طائراتنا من المكان". وأشار الى إن أكثر من 20 من الصواريخ السورية المضادة للطائرات أطلقت خلال الحادث. وختم: "نظراؤنا الروس طرحوا بعض الأسئلة وتلقوا الإجوبة عنها... انطباعنا أن المناقشات كانت احترافية وأن المعلومات قبلت على نحو حسن".

وفي البدء وجهت روسيا انتقادا الى اسرائيل قائلة إنها حذّرت موسكو قبل دقيقة واحدة من غارة طائراتها مما جعل الطائرات الروسية في مرمى القصف المتبادل.

لكن المسؤول الإسرائيلي قال :"بالتأكيد أعطينا تحذيراً، قبل وقت أطول بكثير من دقيقة. تصرفنا وفق معايير الإجراءات المعمول بها مع الجيش الروسي".

ومن الممكن أن يقلل أي نزاع بين إسرائيل وروسيا قدرة إسرائيل على شن غارات جوية في سوريا على ما تعتبره أكبر تهديد لأمنها نتج من الحرب الأهلية السورية وهو الحشد العسكري لإيران أو جانب لـ"حزب الله" اللبناني الذي تدعمه طهران.

وغضت روسيا الطرف منذ تدخلها في سوريا عام 2015 عن الهجمات الإسرائيلية. ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن إسرائيل شنت نحو 200 هجوم في سوريا في السنتين الأخيرتين.

وشدد المسؤول الإسرائيلي يمكن ان "حرية حركتنا أساسية... سيستمر جيش الدفاع الإسرائيلي في تحقيق مصالحنا الاستراتيجية".

وفي موسكو، نفس الكرملين تصريح وزير الاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس الذي ادعى فيه أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض تلقي الاتصالات من الرئيس السوري بشار الأسد بعد إسقاط الطائرة الروسية. وقال إن هذه المزاعم، لا تتفق والواقع، ودعا الصحافيين إلى عدم تصديق ما ورد في وسائل الإعلام الاسرائيلية في هذا الخصوص نقلا عن كاتس.

وذكر بيسكوف بأنه سبق لبوتين أن حدّد بوضوح موقفه من الحادث أثناء مؤتمر صحافي عقده الثلثاء مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، حيث قال إن الحادث نجم على ما يبدو عن سلسلة مصادفات وينبغي عدم مقارنته بإسقاط تركيا مقاتلة روسية من طراز "سو-24" في تشرين الثاني 2015.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن وزير الاستخبارات الإسرائيلي أن بوتين يشعر بالغضب حيال الأسد على خلفية الحادث، وأن الرئيس السوري حاول عقب إسقاط الطائرة الاتصال هاتفيا بالرئيس الروسي مرات عدة من غير ان يتلقى رداً، ثم أجبر على تقديم تعازيه في المأساة إلى بوتين ببرقية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم