الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"نيران سوريّة" أسقطت الطائرة روسيّة: بوتين يتكلّم على "سلسلة ظروف مأسويّة"

المصدر: "ا ف ب"، "رويترز"
"نيران سوريّة" أسقطت الطائرة روسيّة: بوتين يتكلّم على "سلسلة ظروف مأسويّة"
"نيران سوريّة" أسقطت الطائرة روسيّة: بوتين يتكلّم على "سلسلة ظروف مأسويّة"
A+ A-

أعلنت #موسكو اليوم أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت طائرة لها أثناء تحليقها الليلة الماضية في غرب #سوريا، محمّلة إسرائيل مسؤولية الحادث بسبب "استفزازاتها المعادية"، وعدم إبلاغها الجانب الروسي مسبقاً بعملية نفذتها في اللاذقية.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن إسقاط الطائرة الروسية في سوريا كان نتيجة "سلسلة ظروف مأسوية"، مشيرا الى ان "رد روسيا سيهدف الى ضمان سلامة أفراد الجيش الروسي في سوريا". 

واشار الى ان "طائرتنا لم تسقطها مقاتلة اسرائيلية". وقال إنه صادق على البيان الذي نشرته وزارة الدفاع في وقت سابق، ويحمّل اسرائيل مسؤولية تحطم الطائرة الروسية، بسبب غاراتها "العدائية". لكن في وقت يحتفظ فيه الجيش الروسي بـ"حق الردّ"، أوضح أن الردّ سيقوم على تعزيز دفاعات جيشه المنتشر في سوريا.  وقال: "سيلاحظ الجميع هذه التدابير"، من دون مزيد من التفاصيل.

ويبدو أن تصريحات بوتين تخفف إلى حد ما الانتقاد الروسي لإسرائيل، رغم أنه قال إن روسيا ما زالت بحاجة الى درس ما حدث. واضاف وهو يقف في جوار رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بعد محادثات في موسكو، إن روسيا ستعمل على ضمان سلامة عسكرييها في سوريا.

ويأتي اسقاط الطائرة الروسية غداة إعلان اتفاق روسي- تركي حول محافظة إدلب في شمال غرب سوريا يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح تحت سيطرة قوات من البلدين على الخط الفاصل بين قوات النظام والفصائل المعارضة في المنطقة.

ليل الإثنين- الثلثاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها فقدت الاتصال "بطاقم الطائرة "إيل-20" فيما كانت تحلّق فوق البحر الأبيض المتوسط على بعد 35 كيلومترا من الساحل السوري في طريق عودتها إلى قاعدة حميميم الجوية"، القاعدة الجوية الرئيسية لموسكو في غرب سوريا.

وتزامن اختفاء الطائرة، على قولها، مع إغارة أربع مقاتلات إسرائيلية من طراز "أف-16" على بنى تحتيّة سورية في محافظة اللاذقية.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن وزارة الدفاع إن "الطيارين الإسرائيليين جعلوا من الطائرة الروسية غطاء لهم، ووضعوها بالتالي في مرمى نيران الدفاع الجوي السوري".

وخلال اتصال هاتفي، حذّر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان من أن بلاده قد تبحث في تدابير، رداً على سقوط طائرتها. ونقل عنه بيان لوزارة الدفاع: "المسؤولية الكاملة في إسقاط الطائرة الروسية وموت طاقمها تقع على الجانب الإسرائيلي".

وأسفرت حادثة الطائرة عن مقتل "15 روسيا كانوا في الخدمة"، وفقا للجيش الروسي.

بعد ساعات من التصريحات الروسية التي حمّلت إسرائيل مسؤولية الحادثة، ثم استدعاء وزارة الخارجية الروسية للسفير الإسرائيلي في موسكو، نفت إسرائيل استخدام الطائرة الروسية غطاء لقصفها في سوريا.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان: "لم تكن الطائرة الروسية التي أصيبت، في نطاق العملية"، قائلا: "عندما أطلق الجيش السوري الصواريخ التي أصابت الطائرة، كانت المقاتلات (الاسرائيلية) عادت الى المجال الجوي الاسرائيلي".

وأضاف أن طائراته هاجمت منشأة للجيش السوري، بينما كان يتم منها تسليم أنظمة تدخل في صناعة أسلحة دقيقة الى حزب الله اللبناني.

وكان المتحدث العسكري الروسي إيغور كوناتشنكوف قال إن إسرائيل "لم تبلّغ" موسكو بالعملية في اللاذقية، بل فعلت ذلك قبل "أقل من دقيقة" من حصول الهجوم، "وبالتالي، لم يكن في الإمكان إعادة طائرة ايل-20 الى منطقة آمنة".

واتهم طياريها بأنهم تعمدوا تعريض طائرة الاستطلاع للخطر، مشيراً إلى أن القصف حصل قرب المكان الذي كانت توجد فيه الفرقاطة الفرنسية "أوفيرن"، و"على مقربة تماماً" من الطائرة.

ولم تصدر دمشق أي تعليق على الامر حتى الآن. وكان مصدر عسكري أعلن ليلاً أن الدفاعات الجوية الروسية تصدت "لصواريخ معادية انطلقت من عرض البحر في اتجاه مدينة اللاذقية"، و"اعترض عدداً منها قبل الوصول إلى أهدافها".

ولم يوجه المصدر أصابع الاتهام الى أي جهة. وعادة ما تتهم دمشق إسرائيل باستهداف مواقع عسكرية في سوريا.

واستهدف القصف، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، "مستودعات ذخيرة موجودة داخل مؤسسة الصناعات التقنية" التابعة للسلطات السورية على الأطراف الشرقية لمدينة اللاذقية، من دون أن "يتّضح ما إذا كانت المستودعات تابعة لقوات النظام أم للإيرانيين".

وأسفر القصف عن مقتل شخصين، وفقا للمرصد الذي لم يتمكن من تحديد ما اذا كانا عسكريين سوريين أم مقاتلين في قوات موالية للنظام.

وكانت وزارة الدفاع الروسية اتهمت في وقت سابق الفرقاطة "أوفيرن" بإطلاق صواريخ في اتجاه اللاذقية. لكن باريس سارعت إلى النفي. كذلك، نفت واشنطن أي علاقة لها بالهجوم.

منذ بداية النزاع في سوريا عام 2011، قصفت اسرائيل مراراً أهدافاً عسكرية للجيش السوري، وأخرى لـ"حزب الله" اللبناني ومقاتلين إيرانيين في سوريا.

وأقرّت إسرائيل الشهر الحالي بأنّها شنّت 200 غارة في سوريا في الأشهر الـ18 الأخيرة، ضدّ أهداف غالبيتها إيرانية، في تأكيد نادر لعمليات عسكرية من هذا النوع.

وجاء هذا التصعيد بعد ساعات من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إثر قمة مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان بشأن ادلب عقدت في منتجع سوتشي في روسيا، اتفاقا على "إقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض يراوح من 15 الى 20 كيلومترا على طول خط التماس، بدءاً من 15 تشرين الأول المقبل".

وأكد الاتفاق ضرورة إخلاء هذه المنطقة من السلاح الثقيل التابع "لجميع فصائل المعارضة" بحلول 10 تشرين الاول، على أن "تسيطر وحدات من الجيش التركي والشرطة العسكرية الروسية" عليها.

من جهته، قال اردوغان أن الاتفاق يجنّب إدلب "حصول أزمة إنسانية كبيرة".

ورحبت دمشق اليوم بالاتفاق. وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية، على ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن دمشق "تؤكد أن هذا الاتفاق كان حصيلة مشاورات مكثفة بين الجمهورية العربية السورية والاتحاد الروسي، وبتنسيق كامل بين البلدين".

وأشاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بنتائج الاجتماع الروسي- التركي في سوتشي، واصفا إياها بـ"الديبلوماسية المسؤولة".

وأعرب الاتحاد الأوروبي عن أمله في أن يضمن الاتفاق "حماية الأرواح والبنى التحتية المدنية ووصول المساعدات الإنسانية في شكل دائم ومن دون عوائق".

ويأتي الاتفاق الروسي- التركي بعد أسابيع من المفاوضات بين روسيا وتركيا بهدف تجنيب المحافظة عملية عسكرية لقوات النظام حذرت الأمم المتحدة من أنها قد تؤدي إلى "أسوأ كارثة إنسانية" في القرن الحالي.

وتضم المحافظة، مع أجزاء من محافظات مجاورة لها، نحو 3 ملايين نسمة، وفقا للأمم المتحدة.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم