السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الحشيشة مضرّة؟ لا تبالغ بل اقرأ الوقائع

المصدر: مصادر متنوعة
أحمد مغربي
الحشيشة مضرّة؟ لا تبالغ بل اقرأ الوقائع
الحشيشة مضرّة؟ لا تبالغ بل اقرأ الوقائع
A+ A-

بعيداً من التضخيم الواقعي والتهوين غير المجدي، ما هي المخاطر الفعلية المرتبطة بالحشيشة؟ لعله مفيد أيضاً تذكّر أن فرنسا انضمت أخيراً إلى قائمة الدول المهتمة بالتأثيرات الصحيّة الإيحابيّة لزيت الحشيشة، واستخداماته في علاجات معينة، بل شكّلت "قوة عمل" لدراسة ذلك الأمر والحسم بشأن تشريعات الحشيشة في فرنسا، قبل ختام السنة الجارية. وتخصص الحكومة الفرنسيّة موقعاً شبكياً واسعاً لشرح تأثيرات المواد المؤثّرة على الكيف والمؤديّة إلى التعوّد والإدمان هو [http://www.drogues.gouv.fr].

إذاً، لنعُدّ على الأصابع... ببطء:

1- الحوادث. تحتل حوادث السيّارات صدارة قائمة مخاطر الحشيشة التي يجب تذكّر أنها "تُثْمِل" [بالعامية "تسطّل"] أيضاً. ويشير المختصون في المواد المؤثّرة على الكيف، ومن بينهم الفرنسية البرفسورة دانيال مارسيللي [من جامعة "بواتييه"] انها تُحدِثْ نوعاً من البُطء في استجابات الدماغ والجهاز العصبي، وهي من الأمور المطلوبة في القيادة السليمة. إذا فاجأك شخص بعبور الطريق بطريقة غير متوقعة، يجب أن يعمل جهازك العصبي بسرعة كي تتمكن من الضغط فوراً على الفرامل وزيادة التحكّم بالمقود كي تتفاداه. مع التباطؤ الذي تحدثه الحشيشة في الدماغ والأعصاب، تنخفض قدرتك على تفادي ذلك الحادث! واستطراداً، على عكس ما يعتقد كثيرون، يؤدي المزج بين الحشيشة والكحول إلى زيادة إمكان التورط في الحوادث.

2- التورّط في التعاطي والوصول الى التعوّد. في بحث حديث لها، تشدّك البروفسورة مارسيللي على وجود تفاوت بين مراهق وآخر في تعاطي الحشيشة. وفي كتاب موسع عن تعاطي الحشيشة بين المراهقين والشباب عنوانه "المراهقة" [صدر حديثاً ضمن سلسلة "أقرأ" Je Lu الفرنسيّة]، يكمل البروفسور فيليب جياميت تفاصيل صورة التفاوت في تعاطي الحشيشة. إذ يشير إلى أن معظم المراهقين يدخنون الحشيشة على سبيل التجربة والفضول والتقليد والرغبة في الاندماج مع الشلّة وغيرها، ويستمر جزء كبير منهم لبضعة شهور، قبل أن يتركها. لكن شريحة منهم تستمر في التعاطي شبه المنتظم ثم المنتظم، في حالات أقل. في تلك الحال، تتضافر التأثيرات المبهجة للحشيشة مع نوع من الابتعاد عن الواقع، إضافة الى قلّة التركيز وصعوبة التعلّم وزيادة في الإهمال وقلّة الاهتمام. وتصل قلّة الى التعاطي اليومي، بل مع زيادة الكمية، لأنها تسعى الى الابتعاد نفسياً وفكرياً عن واقع تعيشه لكنه يؤلمها. في تلك الحال، يجب البحث عن العنصر الاجتماعي أولاً.

3- متى يظهر التعوّد/ الإدمان؟ عند أولئك الذين يصلون الى التعاطي اليومي المنتظم، يصبح الدماغ متعوّداً على التأثير الذي تحدثه الحشيشة فيه، وفق ما يقوله البروفسور جياميت. وفي حال التوقف أو الانخفاض المفاجئ في الكمية، يحدث اضطراب في الدماغ والجهاز العصبي، مع زيادة في التوتر والقلق وسرعة الانخراط في نوبات غضب، وصعوبة في النوم وغيرها. وأحياناً، تحدث كآبة مرضيّة تستمر طويلاً. ويشدّد البروفسور جياميت، على أنه من النادر أن ينتقل متعاطي الحشيشة الى أنواع شديدة التأثير كالكوكايين والكراك والهيرويين وغيرها.

4- أمراض نفسيّة؟ الموضوع خلافي. بكل واقعية، تجدر الإشارة إلى عدم اتفاق المختصين على أن الحشيشة بحد ذاتها تسبب أمراضاً نفسيّة، خصوصاً ان الحشيشة لا تحدث تعوّداً جسدياً مباشراً كذلك الذي يحدث مع التبغ والكحول والكوكايين وغيرها. ويصر البروفسور جاميت على غياب الأدلة عن السببية المباشرة في علاقة الحشيشة بالأمراض النفسيّة، لكنه يلاحظ أن التعوّد عليها يسرّع في آليات الاضطراب العصبي- النفسي.


5- ماذا عن السرطانات؟ بديهي القول ان تدخين الحشيشة مع التبغ (سجائر ونارجيلة وغيرهما)، يترافق مع زيادة في مخاطر سرطانات الفم واللسان والرئة والجهاز التنفسّي. ويرجع ذلك ببساطة إلى تجمع مخاطر التبغ وتدخينه، مع المواد المسرطنة التي تنجم عن احتراق الحشيشة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم