ما الرسالة التي قرأها "حزب الله" من خلال إضاءة إسرائيل على "الأهمية الاستراتيجية" للجدار؟

كان لافتاً ومفاجئاً ان تستدعي القيادة العسكرية الاسرائيلية الاربعاء الماضي المراسلين الاجانب المعتمدين في تل ابيب وتصحبهم في رحلة الى الجدار الاسمنتي الذي شرعت اسرائيل في بنائه منذ مطلع العام الجاري ليمتد على طول الحدود مع لبنان، وذلك عوض السياج الشائك الذي ثُبّت باشراف الامم المتحدة بُعيد انسحاب القوات الاسرائيلية من الجنوب في ايار عام 2000.الذرائع التي قدمها الضباط الاسرائيليون القيّمون على الرحلة، والتي حدت بتل ابيب الى بناء الجدار بكلفة عالية لم تكن مفاجئة وجديدة. فالهدف "تلافي احتمال وقوع عمليات اطلاق نار وتسلل يلوّح حزب الله دوما بأنه في صدد تنفيذها، اضافة الى الحاجة للمراقبة". ولكن الاكيد ان لدى الدوائر المعنية بالوضع الجنوبي في الحزب قراءة اخرى لهذا التعمّد الاسرائيلي في الاضاءة على ما يرى انه "المميزات الاستراتيجية البالغة الاهمية لهذا الجدار"، فالامر عنده (اي الحزب) لا يعدو كونه رسالة تطمينية الى الداخل الاسرائيلي فحواها "اننا ما زلنا على درجة من الاستعداد واليقظة للمواجهة، وما برحنا نملك القدرة على المبادرة"، وهي رسالة اقتنع العقل العسكري الصهيوني بضرورة بعثها في هذه المرحلة بالذات، لاسيما بعدما كثر كلام المحللين الاسرائيليين عن "تآكل القدرات الردعية للجيش الاسرائيلي من جهة، وتنامي القدرات الاستراتيجية لدى الحزب من...