في المدن الكبيرة يضيع قلبي

روح المقهى

النادلة روح المقهى

تسقط القصيدة من بين أصابعها

ذلك يكون

على عدد فناجين القهوة

أو الشاي

أما قطع الغاتو

هدايا صغيرة مغلفة بظلّ يديها

النادلة الجميلة

أميرة اللحظات المارقة كيفما اتفق

النادلة التي تفوح منها الشهوة

يجب ألا تأتي إلى عملها ذلك اليوم

قبل أن يزرع حبيبها غابات النرجس

او يعزف موسيقى الرغبة المفضلة لديهما

النادلة الجميلة

فتنة الزمن في كلّ تقلباته

وثبات الفصول رغم تعاقبها في الخارج

النادلة الجميلة

وبكل ثقة

فتنة الحاضر

والماضي

والمستقبل.

طريقة حياة

المدن الكبيرة أجمل للغريب

تبتلع حزنك بخفة

تسرقك بأسلوبها العفوي

تأخذ بيدك في وقت لا يد قريبة منك

أصابعها في كل مكان

تنقر لك على طاولات المقاهي

وزجاج الحافلات

وبملاعق وسكاسكين المطبخ

الضجة هنا غير مفتعلة

هي طريقة حياة

وإعلان عنها

في المدن الكبيرة يضيع قلبي

يضيع معه الوجع البعيد والقريب

في المدن الكبيرة

حركة الشارع تقول لك كل شيء

إيقاع تحسبه مضطرباً للوهلة الأولى

هو طريقة الحياة

وإعلان عنها

في هذه المدن تجد أرصفة

لم تحلم بها مسبقاً

تشكل تصوّراتك عن العالم

تعيد عليك الحكايا التي تعرفها

كل ذلك بصوت أنثوي

تسمعه كذلك للمرة الأولى

في المدن الكبيرة

يضيع قلبي

في اللحظة

التي أبحث فيها عن وجهكِ بين الوجوه

في المدن الكبيرة

يضيع قلبي

ويضيع معه وجعي القريب والبعيد.

كوبنهاغن 6.9.2018

خيط أيامي

في القطار

امرأة تجلس قبالتي

تنسج شيئا ما

أسياخ الصوف تذهب وتعود بحركة ميكانيكية

غير أنّ عيونها تذهب بعيدا

امراة من بعد منتصف العمر بقليل

ربما تفكر بأيامها الماضية

بخسارتها وربحها القليل

بفارسها الذي سقط على الطريق

ريما تفكر بعملها الذي فقدته

في مدن زارتها منذ زمن بعيد

تسحب كل لحظة خيط أيامي من بكرة الصوف

تحوك دون أن تدري فصلاً من حياتي

فصلا من فقداني

تحوك دون أن تدري

قطعة بحجم حكمة يديها

تحكوك دون أن تدري مسلسل حزني الطويل

لا تنظر أبدا لمن حولها

ريما تحاول أن تخفف توتّرها

اهتزاز القطار

يساعد أسياخها على النفاذ بسلة أحاسيسي

كرة الصوف البنفسجية

تنقص بين فترة وأخرى

كرة الصوف البلاد البعيدة

كرة الصوف الأصدقاء

الوفاء

الحب العظيم.

(في القطار من البورغ إلى كوبنهاغن).