الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ألمانيا: إطلاق حركة "انهضوا" اليساريّة في مواجهة اليمين المتطرّف و"ليبراليّة" ميركل

المصدر: "ا ف ب"
ألمانيا: إطلاق حركة "انهضوا" اليساريّة في مواجهة اليمين المتطرّف و"ليبراليّة" ميركل
ألمانيا: إطلاق حركة "انهضوا" اليساريّة في مواجهة اليمين المتطرّف و"ليبراليّة" ميركل
A+ A-

أطلق سياسيون يساريون ألمان اليوم حركة شعبوية للاهتمام بمشاكل الفقراء، واستعادة أصوات الناخبين من الطبقة العاملة الذين تحولوا إلى اليمين المتشدد المعادي للأجانب، ومواجهة سياسات المستشارة #انغيلا_ميركل "الليبرالية".

وأطلقت الاشتراكية المثيرة للجدل التي تعد بين أبرز وجوه حزب "دي لينكي" اليساري المتشدد #ساره_فاغنخت وغيرها من المؤسسين المشاركين تحالف "#انهضوا" (أوفشتيهن)، بعد أسبوع من مهاجمة اجانب في شرق ألمانيا واحتجاجهم على سياسات الهجرة التي تتبعها المستشارة أنغيلا ميركل.

ونددت فاغنخت (49 عاما) بتأدية النازيين الجدد تحية هتلر، والعنصرية التي عبروا عنها. لكنها أشارت إلى أن العديد من المواطنين استجابوا لدعوات حركة "بيغيدا" اليمينية المتشددة وحزب "البديل لألمانيا" المناهض للهجرة من جراء الغضب الذي يشعرون به بسبب ظروفهم الاجتماعية.

وقالت خلال مؤتمر صحافي في برلين لإطلاق الحركة الشعبوية التي تضم أحزابا عدة، وأعلنت أنها حظيت بأكثر من 100 ألف مؤيد منذ انطلقت عبر الانترنت قبل  أسابيع عدة: "سئمت من ترك الشوارع لبيغيدا واليمين المتطرف".

وأشارت إلى المسيرات التي خرجت في مدينة كيمنتس في شرق البلاد الذي كان شيوعيا في الماضي، ولا يزال متخلفا اقتصاديا عن القسم الغربي في ألمانيا، رغم مرور نحو 30 عاما على التوحيد قائلة: "انضم كثيرون، ليس بسبب كراهيتهم للأجانب، بل لشعورهم بأنهم تركوا على الهامش".

وجرت مقارنات بين الحركة اليسارية الجديدة وحملات السناتور الأميركي بيرني ساندرز وزعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن الشعبوية، وحتى الحركات اليسارية الاجتماعية في إسبانيا وإيطاليا.

وفاغنخت (49 عاما) من حزب "دي لينكي"، وزوجها أوسكار لافونتين (74 عاما)، وهو وزير المال السابق المنشق عن الحزب الاشتراكي الديموقراطي (يسار وسط)، هما صاحبا مشروع "انهضوا".
وبما أن "انهضوا" لا تزال على الأقل في الوقت الحالي حركة بدلا من حزب سياسي مسجل، فبإمكان أي شخص الانضمام إليها، بحيث يعد أتباع الحزب الاشتراكي الديموقراطي و"الخضر" من المجموعات المستهدفة. 

وهدف الحركة المعلن مواجهة "السياسات الليبرالية الجديدة" التي تتبعها حكومة ميركل الائتلافية الوسطية، وغايتها تأمين الوظائف والمعاشات التقاعدية وحماية البيئة والوصول إلى "ديموقراطية حقيقية لا تحكمها المصارف والشركات ومجموعات الضغط".

ويعلن موقع الحركة الإلكتروني أنه "لن يتمكن أي سياسي أو حزب من حل مشكلاتنا إذا لم نقم نحن أنفسنا بذلك".

وفي موقف غير مستغرب، يرفض قادة الأحزاب اليسارية الثلاثة الحركة، معتبرين أنها تعمق الانقسامات في صفوف اليسار وتضعفه.

وهاجم برند ريكسنغر رئيس حزب "دي لينكي" فاغنخت، لإثارتها الشقاق وسط حزبها. وقال إنه في وقت "يطارد" اليمينيون المتشددون: "الناس في الشوارع، على اليسار التعبير عن وحدة الصف وتشكيل جبهة واضح ضد اليمين".

أما موقع "شبيغل أونلاين"، فرأى أنه لو أن حزب "دي لينكي" المنقسم لا يزال يملك "القليل فقط من الاحترام لنفسه، لكان طرد فاغنخت" من صفوفه.
وتساءل: "لمَ يصبر على امرأة أقرب إلى سياسة البديل لألمانيا حيال اللاجئين من سياسة حزبها، والتي تطلق الآن ائتلافا مضادا؟" 

وتعد فاغنخت التي نشأت في ألمانيا الشرقية الشيوعية سابقا، نجمة برنامج حواري تلفزيوني مثير للاستقطاب.
وأثارت الجدل مرارا عبر انتقادها الاتحاد الأوروبي، ودفاعها عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 

وتخلت عن مواقف اليسار التقليدية حيال الهجرة، بحيث اعتبرت أن "المهاجرين الاقتصاديين" يستولون على وظائف الألمان قليلي الدخل، ويشكلون عبئا على الخدمات العامة، وهو موقف أقرب إلى مواقف اليمين المتشدد.

لكنها بخلاف حزب "البديل لألمانيا" المناهض للإسلام، دافعت عن قانون اللجوء الألماني بالنسبة الى الأشخاص الفارين من الاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان في بلدانهم.
وقالت في مقابلة أجريت معها اخيرا إن "فكرة فتح الحدود أمام الجميع غير واقعية". 

وكثيرا ما عُرضت فكرة تحالف يساري واسع، قبل التراجع عنها لاحقا، وهو ما يعود سببه بدرجة كبيرة إلى مواقف "دي لينكي" اليسارية المتشددة، على غرار الرغبة في إلغاء حلف شمال الأطلسي.

وانخفض الدعم الإجمالي للأحزاب اليسارية إلى أقل من 40 بالمئة في انتخابات العام الماضي التي شهدت دخول "البديل لألمانيا" المفاجئ إلى البرلمان.

وانضم الاشتراكيون الديموقراطيون الذين أحبطتهم النتيجة السيئة تاريخيا بتردد، إلى المحافظين بقيادة ميركل مجددا، كشريك صغير في الائتلاف.

وبين المؤسسين المشاركين لحركة "انهضوا"، سيمون لانغ من الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي ترشح كشخصية غير معروفة نسبيا لقيادة الحزب، وحصل على نتيجة مفاجئة (27 بالمئة من الأصوات)، وهو ما يعبر عن حالة عدم الارتياح ازاء الوضع الحالي ضمن صفوف الحزب.

وأعربت فاغنخت عن سرورها بالدعم المبدئي الذي حظيت به حركتها حتى الآن، معلنة استعدادها لتسليم القيادة الى غيرها مستقبلا، في حال نجح التحالف الجديد.

وأظهر استطلاع أجراه معهد "سيفي" أن 62 بالمئة من المستطلعين لا يعتقدون أن الحركة قادرة على الاستمرار لفترة طويلة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم