قلب يوسف لم يعرف الرحمة... تفاصيل جريمة بعلبك

لم يعرف قلب الفتى يوسف مصطفى الحسين (17 عاماً، سوري الجنسية) الرحمة التي تعد خلقاً رفيعاً يتصف به أصحاب القلوب اللطيفة وأقدم كوحش على رب عمله المواطن طلال عواضة (في العقد الخامس) من دون أن ينتظر منه عواضة مبادرة الإحسان بالجحود حين هجره صوت ضميره الى غير رجعة وطمعه أعمى عينيه عن أبسط مبادئ الأمانة ويطعنه عدداً من الطعنات توزعت بين رأسه وعنقه وصدره لسرقته. 

منذ أكثر من خمسة أشهر، لجأ الحسين الى ضحيته عواضة لتأمين عمل ومأوى له، وبالرغم من رفض أهل عواضة للأمر، غير أن الأخير أصر على تأمين عمل له داخل مبنى يعود له والعمل بالادوات الكهربائية المستعملة بجوار منزله في محلة العباسية في بعلبك مقابل بدل مالي. 

منتصف ليل الاثنين - الثلثاء، انطفأت الكهرباء وطلب عواضة من الحسين ان يعمل على تحويل الكهرباء، غير أن الاخير افاد من الظلام وعاجل عواضة بضربه على رأسه بحجر إسمنت وبيديه الاثنتين سكين حاد ليطعنه ثماني طعنات توزّعت بين رأسه ورقبته وصدره وبطنه ويديه، ليظن أن عواضة توفي، ويسرق من جيبه مبلغاً قدره مليون ليرة لبنانية ليفر هارباً تاركاً إياه مضرجاً بدمائه امام المنزل.

بعد دقائق، قدم ابن شقيق الضحية ليتفقد الكهرباء وسمع أنيناً خفيفاً ليجد عمه بين الحياة والموت وعمل على نقله إلى احد مستشفيات المنطقة وهو في حال حرجة، حيث ادخل العناية الفائقة إثر جروح وكسور بليغة ونزيف حاد في الرئة.

لم يجد الحسين مكاناً يؤويه من فعلته، حيث لاحظ احد اصحاب المنازل التي تبعد كيلومترا عن مكان ارتكاب الجريمة بالقرب من الطريق الدولية، حركة مريبة ليلا خارج منزله في محلة الكيال ليجد الشاب حسين في حركة مشبوهة، وخلال سؤاله عن سبب وجوده وملاحظته وجود دماء على ثيابه، عمل على تسليمه إلى مفرزة استقصاء بعلبك التي أخضعته للتحقيقات ليعترف بجريمته وبحوزته مبلغاً من المال الذي سرقه مغطى بالدماء كذلك سارع على الاعتراف بجرمه وقتل الضحية بداعي السرقة ظناً منه أنه فارق الحياة. 

شقيق الضحية اكد ان شقيقه لم يكن يتخيل أن تكون نهايته على يد عامله الذي كان يعطف عليه ولم يبخل عليه يوماً، بالرغم من اعتراض العائلة على وجوده فكان يؤكد انه فتى صغير ويستحق المساعدة، فكيف يمكن ان ينسى فضل من أواه ويعمد على قتله؟