الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الموت يخطف ابن بلدة قرنايل... عمر الأعور سقط عن شجرة الصنوبر

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
الموت يخطف ابن بلدة قرنايل... عمر الأعور سقط عن شجرة الصنوبر
الموت يخطف ابن بلدة قرنايل... عمر الأعور سقط عن شجرة الصنوبر
A+ A-

"الدني مش سايعتني حاسس حالي بدي طير من الفرح". جملة قالها عمر نايف الأعور ليل الجمعة الماضي اثناء تمضية سهرة مع اقاربه، ليكون الموت بانتظاره صباح اليوم التالي، بعدما سقط عن شجرة الصنوبر اثناء قيامه بتقليمها.

سقوط قاتل

لم يمنح الموت ابن بلدة قرنايل كي يقاوم، غافله وخطفه بسرعة، لينقل الى مستشفى الجبل جسداً بلا روح. وبحسب ما شرح عضو البلدية ابن عمه منير لـ"النهار": "حصل الحادث عند الساعة الثامنة والنصف من صباح السبت الماضي، حين همّ عمر الى تقليم شجر الصنوبر باب رزقه منذ سنين، لكن للأسف خسر حياته بعدما سقط من اعلى الشجرة، الضربة جاءت على رأسه، ليطبق عينيه إلى الأبد".

فرحة لم تكتمل

قبل نحو شهرين انضم عمر الى شرطة بلدية قرنايل، ولفت منير: "لم تسعه الفرحة، كان سعيداً جداً بوظيفته الجديدة، التي ستسانده في تأمين مستقبله، لكن للأسف لم يكتب له مزيد من السنين لتحقيق ما يحلم به، فارقنا وهو في السابعة والعشرين من العمر". واضاف: "استمر في الاعتناء بشجر الصنوبر. قبل يومين أراد تقليمها (أي إزالة الأغصان التي ضعفت بسبب تعرضها في الشتاء للثلوج)، كون هذه العملية تعطي الشجرة قوة إضافية في النمو، وتحسِّن من نوعية الصنوبر وتقلِّل من إصابتها بالأمراض وتبعد الحشرات عنها، فحصل ما لم يكن في حسبان أحد".


المأساة كبيرة 

يوم امس زّف عمر الى مثواه الأخير، ودّعته عائلته وأقاربه وابناء بلدته بالورد والدموع. وقال منير: "المصاب كبير، لا كلمات تعبر عن وجع والدي وشقيق وشقيقة الفقيد، فقد كان شاباً من خيرة شبان البلدة، انسان خلوق صادق كريم، عُرِف بشهامته واندفاعه لمساعدة الجميع، كنا نتمنى ان نزفه عريساً، ونفرح برؤية ابنائه، لكن شاء القدر ان تكون نهايته بهذا الشكل، فماذا عسانا نقول؟".

اقارب وأصدقاء عمر نعوه على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، منهم ربا الأعور التي كتبت: "عندما يمر الموت على حين غرّة بوشاحه الاسود الحزين لا يُخطرنا بموعد، ولا يترك لنا خيار، ولا يستأذن من الناس أحداً، فيخطف منا من يشاء ويترك لنا دموع الحزن والأسى وسكرات اللوعة والأنين. إنه قدر الله عزّ وجلّ الذي لا سلطة لنا عليه ولا اعتراض... وقد شاء أن يمرَّ كعادته خلسة ليقطف من رياحين الورد برعماً في مقتبل العمر وخيرة الشباب، عمر.. مأساتنا كبيرة بفقدانك وخسارتنا لا تعوض، والقلب يحترق على فقدانك حزناً وألماً... محبتك للناس وشهامتك ونبل اخلاقك وتلك الابتسامة التي لا تفارق محيّاك، ستبقى هي العزاء فينا ومنها نستقي الصبر والسلوان".


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم