الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بالصور- أرخبيل لبناني نادر شرقي المتوسط

المصدر: "النهار"
طرابلس _ رولا حميد
بالصور- أرخبيل لبناني نادر شرقي المتوسط
بالصور- أرخبيل لبناني نادر شرقي المتوسط
A+ A-






أرخبيل من مجموعة جزر، منها القريب ومنها الأبعد، تنتشر قبالة شاطيء الميناء في طرابلس لتشكل حالة فريدة شرقي المتوسط، تجعل من الشاطيء الطرابلسي محطة سياحية وبيئية بحرية، تحولت موئلا محميا للطيور المهاجرة، وللحيوانات البحرية النادرة التي كانت مهددة بالانقراض، كالنورس الأحمر الساق، واللقلاق، والدلافين، والسلاحف، والفقمة، والكثير من النباتات الموجودة حصرا في جزيرة النخل.   



يبدأ الأرخبيل بأقرب جزيرة عن الشاطيء وهي جزيرة البيئة (جزيرة عبد الوهاب او جزيرة البقر)، التي تبعد زهاء مائتي متر عن الشاطيء، مما سهل بناء جسر صغير للمشاة، للوصول إليها، وتحولت إلى حديقة عامة، ومنتجعا للمواطنين، وموئلا للطيور والعديد من أصناف الأسماك والحيوانات البحرية.




الجزيرة صغيرة تناهز مساحتها الخمسماية متر مربع، وتأتي بعدها جزيرة البلان التي تبعد أقل من كيلومتر عن الشاطيء، ويمكن الوصول إليها بزوارق صغيرة، على ما اعتاد المواطنون عليه في السابق، أما سباحو المدينة الماهرون، فيصلونها سباحة.


الجزيرة خالية من الأشجار، وتتغطى بنباتات طبيعية، خصوصا البلان الذي اكتسبت تسميتها منه، وتشبه التل الصغير، واستخدمها الناس للنزهة، والسيران البحري. ولا تصلح للاستخدام الدائم نظرا لانحداراتها، دون أن تمتد إليها يد الانسان لاستصلاحها.



وتتالى الجزر بعدها، الرميلة، والوسطى، وجزر صغيرة أسماها الطرابلسيون بأرقام، ويمكن الركون والاستجمام فيها ليوم لا اكثر، وتستوعب أعدادا قليلة من السكان.


وتبقى جزر محمية النخل الثلاث الأهم والأبرز بينها لما تتمتع به من عناصر ومميزات بيئية تشكل مجتمعة موقعا فريدا في شرقي المتوسط.


ونظرا لصغر حجمها، بقيت الجزر الست خارج المحمية، ولعدم توافر عناصر بيئية فيها، خلا كونها محطة للطيور والحيوانات البحرية العابرة. بينما تتمتع جزر المحمية الثلاث: النخل والرمكين وسنني بمميزات نادرة، ومواصفات قل نظيرها في أي موقع آخر، ومنها الآثار التاريخية، القديم منها، والحديث.



جمال الجزر في بحر هاديء إجمالا، يحولها بالتدريج محط الأنظار، ومقصد محبي البحر، وجمالاته الكثيرة، مما أنشأ خطا بحريا للوصول إليها، تنتشر لافتاته على الرصيف العريض، وعند الانطلاق في رحلة بحرية، يمكن لرائد الزورق أن يجول بين الجزر، ومتنقلا من واحدة إلى أخرى، ويمكن أن يقصد الراغبون المحمية، التي تضم الجزر الأبعد، حيث يمكن النزول إلى اثنتين منها هما النخل والرمكين، بينما يتعذر النزول إلى سنني المكونة من صخور متصلة ومسننة لا تسمح بارتيادها ولاسير عليها، لكنها تشكل موئلا دائما للطيور. كما لا يتاح النزول إلى الجزر الأخرى الأقرب إلى الشاطيء لصغر حجمها، وخلوها من مكونات بيئية وطبيعية.


يستمر التوافد إلى الجزر ثلاثة أشهر فصل الصيف، بحسب قانون المحمية. لذلك تزدحم على خطها الرحلات التي تنظمها مختلف الهيئات، وغالبا العائلات والهواة.



وفي جولة متجددة على المحمية، يتجه المركب غربا، نحو امتداد بحري أبيض اللون، هو الشاطيء الرملي لجزيرة النخل، التي تلعب دور بوصلة لتحديد اتجاه الرحلة، ويتظهر مشهد الجزيرة بالتدريج، وتتضح معالمها ومنشآتها، إلى ان يصل المركب إلى شاطئها الصخري لجهة الشمال، فيرسو، وينزل ركابه منه إلى الرمل الناعم، منه عبر ممرات مخصصة للمارة، إلى داخل الجزيرة.


تتميز كل من جزر المحمية بميزات خاصة، فجزيرة النخل او الارانب تبلغ مساحتها حوالي 180796 مترا مربعا، وبعد عن الشاطئ 5،5 كلم، تتألف من قسمين: صخري، رملي، وتضم آثارا لكنيسة صليبية تعود الى القرن الثالث عشر الميلادي، شادها أحد الأمراء الصليبيين خصيصا لزواج ابنه، وبقايا ملاحة تقليدية، وبئر ماء عذبة، وجرى تجهيزها ببرج مراقبة لحركة الطيور بهدف حمايتها، وإنشاء حمامات بيئية تسهل الإقامة الطويلة عليها خلال النهار.


عرفت بجزيرة النخل لأنها كانت مغطاة بأشجار النخيل حتى منتصف القرن الماضي، إلا أن الأشجار بدأت تختفي بالتدريج عن الجزيرة بعدما عمد ظباط فرنسيون جاؤوا في الحملات الاستعمارية للمنطقة، إلى إفلات أعداد من الأرانب في الجزيرة بهدف التكاثر، والصيد. إلا أن ألارانب تكاثرت كثيرا، واقتاتت في مكوثها بأوطارها تحت الأرض، على جذور أشجار النخيل، ومع مرور وقت طويل، يبست الأشجار واحدة تلو الأخرى يوم لم يكن هناك من يهتم بالجزيرة، إلى أن قشي عليها نهائيا، وغلبت عليها حياة الأرانب، وصار العامة يسمونها جزيرة الأرانب.


وعندما تحولت محمية، قامت لجنة رعاية البيئة بحملات تنظيف للجزيرة من الأرانب بالتقاطها، ونقلها إلى البر، قبل أن تعمد إلى إعادة غرسها بالنخيل الذي بات يغطي أقساما هامة منها.



وشكلت الجزيرة محطة لإقامة ميليشيات أثناء الحرب الأهلية، وأغار عليها الطيران الإسرائيلي مخلفا فيه اآلاف القنابل العنقودية التي تولى الجيش اللبناني تنظيفها واستغرقه ذلك سنوات، إلى أن عادت نظيفة، وعادت جزيرة طبيعية، يرتادها الناس، والطيور، والحيوانات البحرية.


- جزيرة سنني، مساحتها 45503 امتار مربعة، تقع على بعد 500 متر من جزيرة النخل، مستطيلة الشكل، صخرية باستثناء جزء رملي صغير، وقد عرفت بهذا الاسم لان الطيور البحرية البيضاء تصطف على رؤوس صخورها فتعطيها شكلا مسننا، فتبدو صخورها مسننة.


- جزيرة رامكين، مساحتها حوالي 34903 امتار مربعة، تقع على بعد 600 متر من جزر النخل، صخرية عموما وتوجد عند بعض اطرافها مساحات رملية صغيرة، تحتوي على فنار يعمل بالطاقة الشمسية، و فيها مواقع مدفعية وخنادق قديمة تعود الى زمن الانتداب الفرنسي.


وهذه الجزر غنية بالتنوع البيولوجي بما تضمه من انظمة بيئية وانواع نباتية وحيوانية، وهي محطة للطيور المهاجرة النادرة وتلك المعرضة لخطر الانقراض، وشاطئها من المواقع القليلة المتبقية لتفريخ السلاحف ضخمة الرؤوس، وتلجأ فقمة البحر المهددة بالانقراض عالميا الى مغاور صخورها.


وتعتبر مغاور هذه الجزر وتجاويفها البحرية مكانا مناسبا لتفريخ عدة انواع من الاسماك المتوسطية كأرنب البحر، الحفش الصخري، والسرغوس، اضافة الى الاخطبوط والاصداف والاسفنج.


وجزر المحمية بمثابة متحف تاريخي وطبيعي للعديد من انواع النباتات كحشيشة البحر ونبتة الخشخاش الاصفر شبه المنقرض في منطقة البحر المتوسط .. واجملها الزنبقة البيضاء التي تزهر صيفا.



وهناك انواع عديدة من الطيور المفرخة على الجزر، مثل: النورس ذو الارجل الصفراء، والنورس ذو الأرجل الحمراء النادر والمهدد بالانقراض، والهدهد، وخطاف الصخور، وصقر العوسق، وام سكعكع البيضاء، والبومة الصغيرة، وهازجة القصب، والجشنة السمراء، اضافة الى حوالي 156 نوعا من الطيور المهاجرة بعضها يكمل طريقه الى اليابسة اللبنانية حيث يفرخ، مثل الدرسة سودائي الرأس، التيان، الفري، اصرد الابقع، الصرد احمر الظهر، كما ان بعض انواع الطيور يتخذ من جزر المحمية موئلا لقضاء فصل الشتاء مثل النورس الاوديني المهدد بالانقراض عالميا وغراب البحر ومالك الحزين وبعض انواع ديك الماء..


اشارة الى ان مجلس النواب كان قد حول جزر النخل في العام 1992 الى محمية باشراف وزارة البيئة ممثلة بلجنة يتم تعيينها من قبل الوزارة، وكان الهدف من قانون المجلس النيابي حماية الاحياء البرية والبحرية المهددة بالانقراض. وتستقبل المحمية الزوار خلال تموز وآب وايلول من كل سنة ضمن ضوابط محددة للحفاظ على ماتحتويه من ثروات نادرة.







الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم