السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

أيلول يطلق العنان لسباقاته الساخنة

المصدر: "النهار"
أيلول يطلق العنان لسباقاته الساخنة
أيلول يطلق العنان لسباقاته الساخنة
A+ A-

شكلت بداية شهر أيلول مناسبة لمضاعفة مناخ الانتظار والترقب الساخنين سواء على الصعيد السياسي المتصل باستحقاق تأليف الحكومة المتعثرة والمحفوف مصيرها بمزيد من الغموض او على صعيد أزمات الناس عند مشارف بداية الموسم الدراسي المثقل بالهموم . واذ لم يسجل أي تحرك او تطور بارز على صعيد الجهود الجارية لتأليف الحكومة بدا من الواضح ان اي جديد لن يحصل قبل انعقاد لقاء بين الرئيس المكلف سعد الحريري وزرير الخارجية جبران باسيل علما ان تأخر هذا الاجتماع بدأ يثير تساؤلات عما اذا كان هناك امر ما يؤخر انعقاده.

وقد طرحت هذه التساؤلات تكرارا في الساعات الاخيرة في ظل توجه الرئيس الحريري الى القاهرة في زيارة تستمر يومين قبل ان يلتقي باسيل او يزور قصر بعبدا لتقديم تشكيلة حكومية جديدة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون طال الحديث عنها. ولكن مصادر سياسية مطلعة على الاتصالات الجارية في الشأن الحكومي أكدت لـ"النهار" ان توجه الحريري في زيارة مقررة سلفا الى القاهرة قبل لقائه الرئيس عون لا يحمل اي دلالات سلبية وان زيارة القاهرة لا صلة لها البتة ببرمجة اللقاءات الداخلية باعتبار ان الرئيس الحريري يعتمد اجندة مفتوحة وواضحة في جهوده لتأليف الحكومة وحين تنضج الامور لن يقف حائل دون إتمام مهمة التأليف بالسرعة الكافية.

وفي انتظار عودة الرئيس الحريري من القاهرة واستئناف تحركاته الداخلية تحدثت معلومات عن امكان تقديمه تشكيلة حكومية الى عون الاسبوع المقبل من دون اي تأكيدات رسمية تضمن ذلك . ولكن بعض الاوساط يلفت في هذا المجال الى ان احتمال تقديم تشكيلة حكومية قريبا لا يبدو بعيدا لان الحريري يعمل بقوة على تجاوز التعقيدات الاخيرة التي تحول دون إتمام التشكيلة وتقديمها الى رئيس الجمهورية كما ان عون يؤثر بقوة ولادة الحكومة في أسرع وقت لانها تقوي موقفه امام ثلاث محطات خارجية سيتوجه اليها تباعا الاولى في بروكسيل في 11و 12 أيلول الحالي لالقاء خطاب امام البرلمان الاوروبي والثانية تبدأ في 23 أيلول في نيويورك لخمسة ايام حيث يشارك في افتتاح الدورة العادية للأمم المتحدة ويلقي كلمة لبنان والثالثة في يريفان عاصمة ارمينيا في تشرين الاول المقبل لتمثيل لبنان في القمة الفرانكوفونية. وسيتخذ حضوره للمناسبات الثلاث دلالات مختلفة في حال توجه اليها بعد انهاء المخاض الحكومي او ظل المأزق مواكبا لها في حال لم تشكل الحكومة.  

وسط هذا المناخ الذي يغلب عليه الغموض وعدم اليقين من المعطيات المقبلة بدا لافتا ان تتصاعد مجددا في الساعات الاخيرة المناخات المتعلقة بالوضع الاقتصادي والمالي في لبنان والمخاوف المحيقة به. وما اثار موجة الكلام والمواقف الجديدة في هذا الشأن تصدر الواقع المالي والاقتصادي اهتمامات بعض الاعلام العالمي الرصين مثل مجلة الإيكونوميست وسواها التي تحدثت بسوداوية كبيرة عن الاحتمالات التي تواجه لبنان اقتصاديا وماليا . ولكن اللافت ان الساعات الاخيرة شهدت موجة مواقف تركزت على وتر واحد هو نفي الخطر على الليرة اللبنانية وتأكيد ثبات الواقع المالي واستقراره استنادا الى المراجع المالية الرسمية وكذلك الى وكالات التصنيف الدولية. وعلى اهمية هذه التطمينات فان ذلك لم يحجب الدقة الكبيرة بل الحذر الواسع الذي تمليه مضامين التقارير الرصينة عن الوضع الاقتصادي والمالي فيما تتهادى الازمة السياسية الحكومية دون ضمانات عاجلة بنهايتها في وقت سريع.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم