السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"لماذا تنفِّخ على اللبن؟ لأن الحليب كاويني"!

سركيس نعوم
سركيس نعوم
Bookmark
A+ A-
تقول الروايات أن جمعاً من الناس شاهدوا شخصاً "ينفِّخ على اللبن" فسألوه عن دافعه الى ذلك. فأجاب: "لأن الحليب كاويني". واذا سُيِّست هذه الرواية لبنانياً فإنها تصبح: لماذا الهلع الذي يبديه قسم من اللبنانيين من استعادة العلاقة مع سوريا الأسد؟ ولماذا رفضها ؟ فإن الجواب سيكون لأنها كوَت لبنان، ولأن "شعوبه" والمقيمين فيه عانوا ممارساتها السياسية والعسكرية والأمنية وهيمنتها وإقامتها نظاماً سورياً أسدياً في لبنان. علماً أن المجتمعين العربي والدولي أوكلا إليها بعد اجتماعات الطائف إنهاء الحرب التي نشبت بينها، وبناء دولة لبنانية مستقلة يسودها العدل والمساواة والأمن والحرية والديموقراطية، وتفتح الباب أمام توحيد "شعوبها" بتطبيق أهم بنوده ومنها جعل مجلس النواب مدنياً وإنشاء مجلس شيوخ غير شرفي. وكي لا يُقال في هذا المجال أن التعميم لا يجوز وأن أسباب التصرّف السوري في لبنان قومية عربية والصراع مع إسرائيل وعلاقة دمشق بجهات لبنانية وخلافات الطوائف والمذاهب على الحصص، يستطيع كل متابع لمرحلة التدخل السوري في لبنان أن يجزم أن "حليب" سوريا الأسد "كوى" الجميع واستخدم الجميع وطوّع الجميع وسخّر الجميع لخدمة أهدافه، وساهم في تأجيج الخلاف والاقتتال عند الجميع وبينهم. فالحرب المسيحية – الاسلامية كان لها دور فيها. والحرب المسيحية – الفلسطينية كان لها دور فيها. والحرب الشيعية – الفلسطينية كان لها دور فيها. والحرب الشيعية – الشيعية كان لها دور فيها. والحرب المسيحية – المسيحية كان لها دور...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم