اشترِك في نشرتنا الإخبارية
يقال إن "حبل الكذب قصير"، ولو مهما كانت الكذبة كبيرة أم صغيرة هي دائماً ما ستورطنا في مشاكل وستنعكس سلباً على علاقاتنا الإجتماعية، فهي قد تدمر مؤسسة الزواج أو حتى الصداقة. وبحسب عدة دراسات، فإن الشخص الكاذب يصبح لديه نوع من الإدمان ويدخل في دوامة الكذب ولا يستطيع الخروج منها. حتى الكذبة البيضاء التي يعتبرها كثيرون منا أمراً طبيعياً في حياتنا اليومية تمتلك الكثير من السيئات والسلبيات. وفي هذا الإطار، أفادت دراسة نشرتها الدورية العلمية "Nature Neuroscience" أن ما نسميه الكذب الأبيض أو اعتياد تكرار الكذب في الأمور الحياتية البسيطة، له تأثير سيئ على صحة المخ للمدى الطويل.
وتقول الدراسة إن اعتياد الكذب يتسبب في التأثير على المخ، حيث يؤدي إلى إزالة الشعور بالذنب بالتدريج، ما قد يؤدي إلى أن يتحول الإنسان إلى كاذب محترف في كافة الأمور وليست البسيطة فقط، بحسب موقع "medicaldaily". وقالت الدكتورة تالي شاروت، من كلية لندن والمسؤولة عن الدراسة، إنه عندما نكذب تصدر اللوزة المخية لدينا شعوراً سلبياً للحد من استعدادنا لمزيد من الكذب، لكن عبر الاستمرار في الكذب تضعف القدرة على إصدار هذا الشعور حتى يتلاشى تماماً، مما يؤدي في ما بعد إلى اعتياد الكذب في كافة الأمور، وهو ما يعرف بالكذب المرضي.
وتعتبر اللوزة المخية المنطقة المسؤولة عن إصدار المشاعر لدى الإنسان، وتنشط بشكل ملحوظ عند الإحساس بالذنب أو الإحراج، وكذلك عند رؤية مشاهد محببة إلينا أو مثيرة للشفقة، لكن نشاط تلك المنطقة في المخ يستنزف عند التعرض المستمر للمواقف التي من شأنها إثارتها وإبقائها في حالة نشاط مستمر، ومن بينها الكذب، أي إن الكذب يستدعي مزيداً من الكذب، وينعكس سلباً على صحة عمل دماغنا مع مرور الوقت. ولذلك، يجب عليكم تجنب الكذب ولو حتى كان "كذبة بيضاء".
