الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

نحن والتأقلم مع الموت: "تعودنا"!

المصدر: - "النهار"
رين بو موسى
A+ A-

صوت هزّ المدينة.. ما هذا الصوت؟ انه انفجار وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت! الجميع مصدومون.. رغم الأخبار والمعلومات التي تتوارد تباعاً عبر وسائل الاعلام، استمرّت الحركة ولكن حال الذهول والخوف سادت شوارع المدينة.


سوزان أحد المارين في وسط المدينة، تقول "تعودت على الخضات بلبنان"، رغم المأساة التي تمر الا أنها تعيد وتكرر أنه "لا شيء يؤثر فينا، تأقلمنا مع الواقع والتفجيرات"، وتضيف " بطل في قيمة للموت".


يجلس رجل وامرأة أمام المحال التجارية يتحدثان، عند سؤالهما عن التفجير، يبادر الرجل مجيباً: "عادي.. الوضع في البلد لم يتغيّر منذ 5 سنوات"، تقاطعه السيدة الجالسة الى جانبه "ما في شي بقدم وبأخر، بانفجار وبلا انفجار كل المحلات عم تسكر.. كل أسبوع أو أسبوعين أحد المحال يغلق أبوابه".


يقف شادي، وفي يده هاتفه، يقرأ آخر الأخبار عن تفجيري السفارة الايرانية "في الصباح، مررت في منطقة الجناح آتياً الى مكتبي في وسط المدينة، عندما وقع الانفجار كنت قد وصلت الى مكان عملي، طبعاً تفاجأت صدمت بما حصل، وحزنت على الواقع". حال التأثر تظهر على ملامح شادي
"لست متفائلاً بشيء.. أصبحنا نعيش في روتين، نعمل ونكمل حياتنا، اذا صار في انفجار نتأقلم ونكمل حياتنا كأن شيئاً لم يحصل".


"لم نكن نعلم بما جرى"، يقول أحد المارين. "منذ بعض الوقت قرأنا الخبر، جلّ ما يمكننا قوله الله يساعد البلد.. وكل واحد بقول نشكر الله بعيد عنا"، يكمل الرجل طريقه بتحسر وهو في رفقة صديقه.


أما نيللي فتقول أن ابن اخيها يعمل في تلك المنطقة "لم نهدأ حتى اطمأنينا عليه"، وتسأل "ما ذنب هؤلاء الأبرياء؟ الشعب يموت".
تشعل فاديا سيجارتها، تقف أمام محلها التجاري وتتحسر "تعتير!"، وتضيف "هذه التفجيرات تؤثر في عملنا.. كل الناس عم تسكر والناس عم بتموت".
الكلام لا يصف حال الذهول السائدة في صفوف المواطنين، وفي المحصلة تبقى التعابير التي يرددها اللبنانيون عند كل حادث "تعودنا"..."زهقنا".."تعبنا"... وحين تمر ايام عدة على التفجير تجدهم يرددون "ايه بضل في أمل" ...


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم