الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ماذا يعني تفجير السفارة الايرانية ؟

عباس صالح
A+ A-

هل "تعرقنت" الساحات اللبنانية وهل بات القتل المجاني متربصاً باللبنانيين عند كل المفارق والساحات والاسواق والتجمعات والطرق وغيرها من الاماكن؟ ولماذا استهدفت السفارة الايرانية اليوم؟ وماذا يعني ذلك؟


أسئلة توجهنا بها الى العميد المتقاعد وهبي قاطيشا الذي قال بداية: "المعروف ان ايران تتدخل في معظم الساحات الشرق اوسطية، من سوريا الى اليمن الى البحرين حيث لها مساحات مشهودة من التدخل في هذه البلدان وهذا ما لا يوافق بعض دول المنطقة، وبالتالي هناك افرقاء أساسيون على هذه الساحات، غير راضين عن هذه التدخلات، وبالتالي فان هذا الخلاف تفاقم الى درجة بات متوقعا معها هذا النوع من الضربات".
نسأله لماذا يكون الرد في لبنان؟ فيجيب:" الكل يعلم ان في لبنان دولة ضعيفة جدا واجهزة امن معطلة.وايران كما سبق وذكرنا لديها مشاكل كبيرة مع عدد من الدول في العالم العربي، ولبنان هو الخاصرة الرخوة التي وجدت الجماعات التي لها ثأر على ايران ان ترد فيه".
وكيف يقرأ قاطيشا بحسه الامني، دخول العامل الانتحاري وفي شكل مزدوج الى ساحة الصراع لاول مرة في لبنان؟، يقول "هذا يعني ان الصراع انتقل الى مرحلة الحقد الاكبر، كوننا لم نكن شهدنا ذلك من قبل، وهذا خطر جدا على لبنان واللبنانيين جميعا، حيث انتقلت اعمال الارهاب الى أقصى ما يمكن ان تبلغه من درجات الخطورة".
وهل يعتبر ذلك مؤشراً أولياً على دخول لبنان في العرقنة؟ يقول:"دخلنا العرقنة منذ زمن بعيد منذ العام 1975، ولكن الجديد ان الصراع انتقل الى درجة اعلى وأخطر من المرحلة التي كانت عليه في السابق".
وهل يرى ان المواجهات ستنحصر بين الفريقين المتخاصمين حاليا على الساحة اللبنانية ام ان عوامل أخرى قد تدخل على هذا الصراع ليتحول الى ساحات داخلية أخرى لا سيما مع دخول تنظيم القاعدة كطرف رئيسي فيه، وهو الذي يعرف بأن أحدا من الدول لا يستطيع الامساك بقراره؟ يقول قاطيشا :"اتمنى ان لا تتوسع اعمال الارهاب في لبنان، وان تكون هذه هي المرة الاخيرة التي يتم فيها عمليات تفجير او ما شابه ذلك، لكن في الواقع ليس لدي اي معطيات امنية يمكن ان اجيب من خلالها على سؤالك، مع العلم اننا يجب ان نعلم اولا اذا كانت القاعدة فعلا هي التي نفذت هذين التفجيرين، ام ان جهة اخرى نفذتهما والصقت التهمة بالقاعدة التي نعرف جميعا انها باتت اليوم مظلة للعمليات الارهابية كافة".
في قراءة رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات العميد الركن المتقاعد هشام جابر للعملية الانتحارية، الآتي:" اولا،اعتقد ان هناك تطورا في سياق الاحداث، لان المفروض ان الهدف السياسي الكبير من هذه العملية هو خلق فتنة داخلية في لبنان لجر "حزب الله" اليها تمهيدا لسحب قواته من سوريا وادخاله في فتنة داخلية، وتأليب الرأي العام في الضاحية الجنوبية ضد الحزب وهذا ما عملت عليه دوائر معنية سابقا عندما تم تفجيرا بئر العبد والرويس لكنها لم تنجح".
ويضيف جابر :"لو نجحت أهداف المخططين لهذا التفجير - الفتنة كان من المؤكد انها ستجر الى فتنة كبيرة، لربما كان لها تداعيات خطرة على الساحة اللبنانية، لأنه لو سقطت السفارة الايرانية على رؤوس طاقمها وموظفيها لم يكن أحدا سيضمن عدم حصول ردة فعل انتقامية، وهذا ما كان سيجر لبنان الى فتنة عمياء".
اما فيما يتعلق بالتوقيت والوسائل والغايات، فيشير جابر الى ان "هناك شيئا تكتيكياً مرتبط بتوقيت العملية التي أتت غداة الانجازات الميدانية التي يحققها الجيش العربي السوري على الأرض، والاستعدادات لمعركة القلمون وغيرها". والى ذلك، "هناك شيء استراتيجي يتعلق بالتقارب الاميركي - الايراني، والذي ازعج بلا شك الكثير من الجهات، وأولها اسرائيل وهذا معروف للجميع من خلال التصريحات المعلنة في هذا الاطار، كما ازعج أيضا بعض الدول الاقليمية" .
في المحصلة، فانه مع الانفجارين اللذين دويا قبل ظهر امس قبالة السفارة الايرانية في منطقة الجناح- بئر حسن طار الكثير من الشظايا، ليس اولها مفهوم الامن وسلامة المواطن في الوطن. أسئلة كثيرة تطرح: هل أقحمنا دون رجعة في لعبة الامم وما تجره من دم وموت وحروب وويلات، من دون ان ندري او نقرر؟ وهل تنحصر أهداف المفجرين في اماكن معينة على الاراضي اللبنانية، ام ان القتلة لا يؤمنون بحدود ولا يتورعون عن قتل اي مجموعة بشرية لا توافقهم الرأي أيا تكن هوياتهم الدينية والمذهبية والعرقية والوطنية؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم