نانديتا داس "الكافرة" التي تتحدّى المجتمع الهندي

في أيار الماضي، أطلت الممثلة والمخرجة الهندية نانديتا داس في كانّ، المهرجان الذي كانت عضوة في لجنة التحكيم فيه قبل ١٣ سنة، ثم عادت إليه في ٢٠١٣ لتحكم أفلام المدارس القصيرة. ها تقدّم فيه الآن فيلمها "منتو" ضمن قسم "نظرة ما"، وهو امتداد لشغلها الملتزم الذي بدأته عام ٢٠٠٨، يوم قررت تعرية الهند من كلّ جوانبها ووضع الاصبع على العنف الذي تغذّيه الصراعات بين مختلف الاتنيات والديانات والطبقات الإجتماعية.  يستند "منتو" إلى قصّة حقيقية: علاقة الصداقة التي ربطت الكاتب الباكستاني المولود في الهند سعادت حسن مانتو بممثل بوليوودي. تجري الأحداث في الأربعينات، بعد نيل الهند استقلالها من بريطانيا. تتحدر الجميلة داس (٤٨ عاماً) من عائلة تُعتبر نخبة المجتمع الهندي. والدها الرسّام جاتين داس وأمّها هي الكاتبة فارشا داس. نانديتا مجازة بالجغرافيا، ملحدة، موهوبة، مصممة على تحدي البيئة الهندية. ارتبط اسمها بالعديد من النشاطات الإنسانية التي ترفع شعار حقوق المرأة والطفل ومرضى السيدا في مجتمع منغلق تحكمه الأساطير. في سجل داس أكثر من ٤٠ فيلماً كممثلة، تقع خارج الآلة الإنتاجية الأشهر في بلادها: بوليوود. لطالما وقع خيارها على مواضيع "حساسة" لا يزال الحديث عنها في الهند محرَّماً ومرفوضاً، كالمثلية الجنسية عند الإناث، التي كانت محور "نار" لديبا ميتا (١٩٩٦)، الدور الذي أطلقها وجعلها...