السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

مصير أشجار زحلة المعمرة في انتظار تقرير وزارة الزراعة

المصدر: زحلة – "النهار":
دانيال خياط
A+ A-

تفاعلت قضية اعادة تشجير بولفار زحلة، من ضمن حملة تشجير لوزارة الزراعة وبلدية زحلة – معلقة للبولفار الى جانب بارك جوزف طعمه سكاف وحديقة الياس هراوي بالف شجرة من نوعيّ tilleul و celtis australis تقدمة وزارة الزراعة، والتي كانت "النهار" قد اثارتها. وذلك بعدما انطلق نقاش على موقع التفاعل الاجتماعي "فايسبوك" لجهة الموقف الزحلي من قطع كل الاشجار على بولفار زحلة من شربين وسرو بشكل رئيس، واستبادلها باخرى جديدة من نوعي tilleul و celtis australis بخاصة عبر صفحة "اعادة تشجير بولفار زحلة!!!" التي انشئت على الموقع بهدف اعلام الرأي الزحلي بحملة التشجير المزمع اطلاقها رسميا السبت المقبل من دار مطرانية الفرزل وزحلة للروم الكاثوليك برعاية مجلس اساقفة زحلة والبقاع، وفتح مساحة للحوار والنقاش حول مشروع سيغير ايكولوجيا ومشهديا المنظر العام للشارع الرئيس للمدينة. وقد توزع الاعضاء الـ 699 في الصفحة بين اكثرية صامتة، وبين من طالب بالاطلاع اكثر على المشروع قبل اتخاذ قراره، وبين معارض لقطع كل الاشجار والاكتفاء بقطع اليابس منها وزرع مكانها الاصناف عينها التي رأوا انها جزء من هوية زحلة وتراثها، وايّد آخرون المشروع ورأوا فيه تحسينا سيما لجهة امكانية السير على الارصفة، واقترح البعض تحويل جذوع الاشجار التي يتوجب قطعها الى منحوتات.
وقد افضى هذا الحراك على اثير العالم الافتراضي، الى تطور جوهري في المشروع تمثل في تكليف وزارة الزراعة لجنة فنية برئاسة رئيس مصلحة زراعة البقاع، لتقوم بالكشف على الاشجار وتصنيفها ضمن 3 فئات: الاشجار التي يبست كلياً ولا بد من قطعها لانها تهدد السلامة العامة، الاشجار الهرمة ولكنها لا تهدد السلامة العامة وتحديد كم تبقى لها من الوقت قبل الاضطرار الى قطعها فضلاً عن سبل معالجتها وتشحيلها، والفئة الثالثة هي الاشجار التي لا تزال سليمة ولا تحتاج الى قطع وتحديد حاجاتها من تشحيل وعناية. على ان تسلم اللجنة تقريرها في غضون 48 ساعة الى المدير العام للوزارة الذي سيضعه بدوره في عهدة بلدية زحلة – معلقة. هذا وقد ابلغ وزير الزراعة حسين الحاج حسن رئيس بلدية زحلة- معلقة في اتصال معه قبل ظهر اليوم، بانه لن يوقع على قطع شجرة لا تحتاج الى قطع.
الا ان هذا التطور بوجهيه التجاوب مع نبض الشارع وفي الوقت نفسه اتقاء تحمل مسؤولية قطع اشجار، سيكون له تأثيره على المخطط الرئيس لبلدية زحلة - معلقة في اعادة تشجير بولفار زحلة وتجميله. اذ يشرح رئيس البلدية جوزف دياب معلوف بان قرار قطع كل الاشجار وزراعة صنفين موّحدين على ضفتي النهر الهدف منه خلق انسجام وتناغم بين اشجار ضفتي النهر سواء من حيث الصنف او العلو يعطي مشهداً اكثر جمالية. بحيث من المقرر ان تزرع اشجار celtis australis او الميس على ضفتي النهر بدءا من تمثال "آلهة الشعر والخمر" حتى جسر "قصر العدل" لتشكل امتدادا للاشجار عينها على مدخل المدينة التي زرعت في العام 1996 ايام الوزير الراحل شوقي فاخوري، على ان يزرع الرصيف على ضفتي النهر من جسر "قصر العدل" حتى مدخل "وادي زحلة" وامتداده باشجار tilleul التي تعطي ازهارا يفوح منها عطرا. واشار الى ان الصنفين موجودان في زحلة، الاول على البولفار، والثاني على طريق مقام "سيدة زحلة والبقاع"، وبأن تجربة بلدية زحلة – معلقة في العناية بهما، تشير الى انها مهمة سهلة. ويضيف في المقابل بان اشجار السرو الموجودة حاليا تجمع الحشرات والعنكبوت البرغش، ويتقطر صمغها على الرصيف وهي تاريخيا تزرع في المقابر، اما باقي الاشجار فمعظمها يبس يحتاج الى قطع او هرم لا يتحمل اكثر من ثلاث سنوات.
ويتابع بان المشروع يتضمن ايضا مد شبكة ريّ للاشجار التي ستزرع، واعادة تبليط الرصيف. مع الاشارة الى ان قطع الاشجار الباسقة عملية صعبة، على ما قال معلوف، وقد رسا تلزيمها على متعهد بكلفة 100 مليون ليرة بتمويل من البلدية، فيما ملف تلزيم مدّ شبكة الريّ وتبليط الرصيف قيد الاعداد في البلدية. اما النصوب التي لن يقلّ طولها عن مترين، وكل ما يتعلق بزراعتها فان كلفتها، على عاتق وزارة الزراعة، والتنفيذ من خلال متعهد.
اذا على ضوء تقرير اللجنة الفنية لوزارة الزراعة سيقرر مصير اشجار زحلة المعمّرة، ولكن ايضا الشكل الذي سيؤول اليه المشهد العام لبولفار زحلة. وهو ما يفترض ان يطرح نقاشا زحليا اما لجهة انقاذ ما يمكن انقاذه من اشجار قديمة واما لصالح انسجام المشهد العام في الشارع الرئيس عبر استبدال كل الاشجار القديمة باخرى جديدة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم