السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

هل يحتاج الشمال إلى حالة طوارئ لمكافحة انتشار المخدرات؟

المصدر: "النهار"
طوني فرنجية
هل يحتاج الشمال إلى حالة طوارئ لمكافحة انتشار المخدرات؟
هل يحتاج الشمال إلى حالة طوارئ لمكافحة انتشار المخدرات؟
A+ A-

المخدرات على أنواعها والمشروبات الكحولية واليهما الانتحار ومحاولات الانتحار. آفات باتت تغزو المجتمع الشمالي من "فقش الموج إلى مرمى الثلج ". وهي جديدة على هذا المجتمع الذي كان إلى الأمس القريب بعيداً عن كل هذه المظاهر الغريبة عن تقاليده وعادات أهله، وهو غالبا ما يعرف بالمجتمع المحافظ وحتى المتزمت في العديد من القرى والبلدات. 

التحذير من هذه الآفات الآخذة في التفشي ينطلق يومياً من الكهنة في الكنائس الذين يدعون الأهل إلى السهر والتنبّه واليقظة وتنبيه الأولاد إلى مخاطر التعاطي والإدمان، كما على لسان العديد من أئمة المساجد في المدن والقرى، والكل يدعو الدولة إلى الضرب بيد من حديد للتجار أو المروجين الذين يغررون بالجميع سعياً وراء الكسب المادي والربح الرخيص على حساب صحة الشباب.

فما هي الأسباب التي أدت وتؤدي إلى تفشي هذه الظاهرة بين الشباب؟

عن هذا السؤال أجاب اكثر من محلل نفسي ومرشدة اجتماعية وناشط في الحقلين الاجتماعي والصحي. وفي خلاصة سريعة لأجوبتهم جاء الآتي: "الفقر هو السبب الرئيس للانجرار خلف الآفات كافة. ففي الشمال يتركّز العدد الأكبر من العاطلين من العمل وهؤلاء باتت الحبوب المخدّرة والمثيرة للهلوسة متوافرة لهم بأسعار رخيصة جداً، ويمكن شراء الحبة منها أحياناً بأقل من 5 آلاف ليرة لبنانية أو أكثر وفق نوعها. ومعظم الحبوب، ومنها الـ"كبتاغون"، مصنّعة في لبنان وهناك سهولة في الحصول عليها".

ثم إن هناك "الحياة الاجتماعية ومتطلباتها الضرورية، وهو ما يفتقد تأمينه هؤلاء الشباب لأنفسهم جراء البطالة وسوء العيش، ما يدفعهم إلى التعاطي لنسيان واقع الحال السيئ الذي يعيشون فيه".

تجاه ما يحصل هل هناك حاجة لحالة طوارئ اجتماعية لإنقاذ الشباب مما هم فيه؟

الجواب أيضاً جاء من الجميع بالإيجاب "وإلى ذلك حملات توعية واسعة تشارك فيها الدولة والمجتمع المدني تشرح مخاطر التعاطي على صحة الانسان وسبل الترويح عن النفس. لكن الاهم بنظر الجميع هو حياة لائقة وفرص عمل تحد من ضياع الشباب خصوصاً في مدينة طرابلس، حيث المخدرات على أنواعها تغزو الأسواق وتصل إلى يد الصغار قبل الكبار، وبات تناول الحبوب المخدّرة موضة لدى بعض الشباب العاطل عن العمل أو الذي يعيش في الشوارع".

 وكان توفي في طرابلس ثلاثة شبان في المدة الأخيرة بسبب الجرعات الزائدة من المخدّرات. ناهيك عن عمليات الانتحار ومحاولات الانتحار التي باتت شبه خبز يومي.

الأجهزة الأمنيّة في الشمال بدأت ومنذ فترة تعمل ليلاً ونهاراً لتوقيف المروّجين الذين يوزّعون المخدّرات في الشوارع على الأولاد والشباب، وأوقفت أكثر من عشرة مروّجين، وداهمت المشبوهين، وأوقفت عدداً كبيراً من المتعاطين الذين يقتادون إلى مراكز العلاج من هذه الآفة بالوسائل المناسبة.

هل خرجت الأمور عن السيطرة؟

الأمور في الشمال لم تخرج بعد عن السيطرة وفق مصدر أمني، "ولو أن عدد عدد المتعاطين بات كبيراً، لكن التدابير الأمنية الأخيرة تركت خوفاً عند المروّجين والمتعاطين والملاحقات ستتواصل ولن نسمح بالذي يحصل".

بالمقابل تتصاعد الدعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي على اختلافها إلى المتمولين ونواب الشمال كلهم والمسؤولين على اختلافهم لإنشاء معامل أو فبارك متوسطة الحجم لتوظيف الشباب وتحسين ظروف معيشتهم، وكذلك إلى العمل لتسويق الإنتاج الزراعي لأن الشباب يساعدون في كثير من الأرياف والمناطق أهلهم في الاعمال الزراعية، لكن إذا لم يكن هناك من مردود مربح فماذا يفعلون؟ يشتغلون بالسخرة ولو في أرضهم وأملاكهم. وهذا ما جعل الأهالي ينفرون منذ سنوات من العمل في أراضيهم ويعرضونها للبيع، ما جعل معيشتهم تسوء وأوضاعهم الاجتماعية تتردى.

فهل من منقذ ومنجد ومعين قبل فوات الأوان؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم