الملح مضر؟ تناوله باعتدال ولا تنسى الفواكه

قبل كل شيء، ينبغي عدم نسيان الأساسيات: كثرة الملح تسبب أضراراً كبيرة للصحة، وتساهم في الاصابة بأمراض ارتفاع ضغط الدم والذبحات القلبية والسكتات الدماغية. لا تنسى تلك الأساسيّات عند قراءة الشيء الجديد الذي جاءت به دراسة واسعة أنجزها فريق علمي كندي، قاده البروفسور آندرو مينت، من "جامعة ماكماستر". وشملت تسعين ألف شخص ينتمون إلى ثلاثمئة شريحة مجتمعية في 18 بلداً. 

وتوصلت الدراسة التي نُشِرَت في مجلة "زي لانسيت" ( The Lancet Journal) ، إلى أن تناول الملح باعتدال يفيد الصحة، بل إن تناول كميات ضئيلة جداً منه، يسبب أضراراً صحيّة لا تقل عما يحصل عند الإكثار منه.

وجاءت الدراسة بشيء جديد تماماً: تناول الفواكه والخضار (وهي تحتوي كميات وافرة من البوتاسيوم) يساهم في إزالة الضرر الذي يسببه الملح!

نقاش صاخب سببه الملح

وأثارت الدراسة نقاشاً علمياً صاخباً، خصوصاً أن البروفسور مينت نفسه أنجز دراسة سابقة قبل عامين، توصلت إلى عدم ضرورة التقييد بصرامة بتناول كميّات تقترب من الصفر من الملح. وآنذاك، أخذ المجتمع العلمي على البروفسور مينت مجموعة من الملاحظات تتعلق بتركيبة الدراسة وإحصاءاته وطرق مقارناتها وغيرها.

وفي الدراسة الجديدة، ركّز البروفسور مينت على البعد الاجتماعي لتناول الملح. ولاحظ أن تناول الكميات الموجودة في الغذاء التقليدي في الصين، يرتبط فعلياً بارتفاع نسب الإصابة بمجموعة من أمراض القلب والشرايين والدماغ وغيرها.

وتفرّدت دراسته الجديدة بالتركيز أيضاً على الضرر الناجم عن تناول الملح بكمية تقترب من الصفر، مشيراً إلى أن الاعتدال هو السبيل الأفضل للتعامل مع الملح. وتذكيراً، تسعى "منظمة الصحة العالمية" إلى نشر ممارسة صحية ترتكز إلى تناول 2 غرام من الصوديوم (= المادة الفعّالة في الملح)، ما يساوي 5 غرامات من الملح يومياً.

ولا تتعارض الدراسة الجديدة مع ذلك التوجه، لكنها تلاحظ عدم ضرورة التشدد الزائد عن اللزوم بشأن تناول الملح، مع التركيز على أن تناول كمية جيدة من البوتاسيوم، يساهم في تخفيف أضرار الفائض من الصوديوم.