إيفان تفردوفسكي: في روسيا جيلٌ كامل ولد وعاش تحت حكم رئيس واحد!

الروسي إيفان تفردوفسكي يُعَدّ اليوم موهبة أكيدة في السينما الروسية. في وقتٍ قياسي، استطاع، وهو لا يزال على مشارف الثلاثين، إيصال صوته الخافت ورؤيته الصادمة عن روسيا اليوم. "رجل القفز"، ثالث فيلم روائي له، بعد "زولوجي" و"صفّ تصحيحي". الحكاية عن دنيز، ابن السادسة عشرة، الذي يلقي بجسده الفتي أمام سيّارات الأغنياء الفارهة، ثمّ يجرّهم إلى المحكمة حيث تتم مطالبتهم بتعويض مالي. الشخص الذي يدفعه إلى ارتكاب هذه الممارسة، ليس سوى أمّه! قد لا يرتقي "رجل القفز" إلى "زولوجي"، لكنه وثيقة عن روسيا في زمن بوتين، حيث الفساد والاستغلال من مستلزمات العيش. في الآتي، حوار مع سينمائي شاب يعدنا بعدم الاستسلام.   ¶ فوجئتُ أن هناك شيئاً كهذا: القفز المتعمد أمام السيارات. هل هذه ظاهرة موجودة فعلاً في روسيا أم انها من بنات أفكارك؟ - كلّ شيء بدأ عندما رحتُ أنجز فيلماً وثائقياً عن الشرطة الروسية. كان هذا قبل فترة طويلة. هكذا علمتُ بوجود شرطي كان يستخدم مراهقين لافتعال حوادث سير صغيرة. كان المراهق يلقي بنفسه أمام السيارة، ثم يأتي الشرطي ليبتز السائق. طبعاً، لم تكن الأمور على النحو الذي نراه في الفيلم. هناك تعديلات بسيطة وبعض "الأسلَبة". عندما تعذَّر عليّ اظهار ابتزاز الشرطي في الوثائقي، فضّلتُ الاتجاه إلى الروائي، لأن القصّة بدت لي أكثر ملاءمةً للروائي. ¶ لاحظتُ من خلال أفلامك الثلاثة انك تبحث عن أفكار مبتكرة. عندما أرى فيلماً بتوقيعك، أتوقع شيئاً مختلفاً. في فيلمك ما قبل الأخير مثلاً، تعرفنا إلى سيدة ينبت لها ذيلٌ. هل تنطوي مقاربتك للسينما على صدم المشاهد؟- لا، ليست هذه مقاربتي للسينما. أعتبر الفيلم وسيطاً فنياً. الا ان الفيلم في اعتقادي يجب ان يكون مؤثراً في وجدان...