السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"داعش" يستنهض قواه عبر تكتيكاته القديمة المروعة: إرهاب وخطف وقطع رؤوس

المصدر: "ا ف ب"
"داعش" يستنهض قواه عبر تكتيكاته القديمة المروعة: إرهاب وخطف وقطع رؤوس
"داعش" يستنهض قواه عبر تكتيكاته القديمة المروعة: إرهاب وخطف وقطع رؤوس
A+ A-

يسعى تنظيم "#الدولة_الاسلامية"، وفقا لمحللين، الى استنهاض قواه عبر اتباع تكتيكات مروعة استخدمها على نطاق واسع خلال السنوات الماضية، وذاع صيته السيىء بسببها، بما في ذلك استهداف الأقليات بأساليب وحشية.

فقد أقدم التنظيم المتطرف الأسبوع الماضي على قطع رأس شاب (19 عاماً) من محافظة السويداء (جنوب سوريا) ذات الغالبية الدرزية، كان في عداد ثلاثين رهينة اختطفهم خلال سلسلة هجمات طالت هذه المحافظة المتاخمة للبادية السورية أواخر الشهر الماضي.

ومع ان التنظيم تبنى، عبر حساباته المعروفة على تطبيق "تلغرام"، مسؤولية هذه الهجمات التي أودت بحياة اكثر من 260 شخصاً، فإنه في المقابل لم يأت على ذكر المخطوفين وسعيه الى مبادلتهم، أو عملية اعدام هذا الشاب.

ووفقا لمصادر محلية في السويداء والمرصد السوري لحقوق الانسان، يفاوض التنظيم على اطلاق المخطوفين مقابل افراج الحكومة السورية عن جهاديين موقوفين لديها.

ويقول الباحث في معهد التحرير لدراسات الشرق الأوسط حسن حسن في واشنطن لوكالة "فرانس برس": "من جهة، يقتلون الناس علانية وبوحشية. ومن جهة أخرى، ومن دون اعلان ذلك، يخطفون رهائن ويسعون الى مبادلتهم".

ويضيف: "إنه أمر أساسي. المسألة بأكملها جزء من محاولة التنظيم لاعادة احياء خلاياه واستعادة بعض موارده، اضافة الى تجديد بعض قياداته وصفوفه بعناصر معتقلين".

ومني تنظيم "الدولة الاسلامية" بسلسلة هزائم ميدانية خلال العامين الأخيرين في كل من سوريا والعراق المجاور، حيث خسر أبرز معاقله. وبعدما كان أعلن عام 2014 اقامة "الخلافة الاسلامية" على مناطق شاسعة في البلدين، تقلصت مساحة سيطرته راهناً الى جيوب محدودة ومناطق صحراوية.

وخسر العديد من قياداته العليا من جراء غارات نفذها التحالف الدولي، بقيادة أميركية. كذلك، تم اعتقال العديد من مقاتليه، بمن فيهم أجانب، على يد مقاتلين أكراد وعرب من جهة، وقوات النظام من جهة اخرى.

ومع تقلص موارده البشرية وتراجع قدراته من جراء الهجمات التي استهدفته من أطراف عديدين، يعمد التنظيم، وفقا لحسن، الى القيام بـ"عمليات كر وفر سريعة لخطف" مدنيين، ومن ثم مبادلتهم بعناصره الموقوفين.
ويقول إن "الاقليات تتحمل العبء الأكبر، فيما الحكومة مستقرة وآمنة". 


وسبق ان اتبع التنظيم التكتيك ذاته في شمال شرق سوريا عام 2015، مع خطفه 220 مسيحياً أشورياً أطلقهم على دفعات مقابل حصوله على مبالغ مالية ضخمة، وكذلك في العراق المجاور. 

ووفقا لمرجع ديني درزي في السويداء، تتولى روسيا، بالتنسيق مع دمشق، التفاوض مع التنظيم لاطلاق المخطوفين البالغ عددهم حالياً 14 سيدة مع 15 من أولادهم. وكان التنظيم يحتجز الشاب الذي أعدمه الأسبوع الماضي مع والدته.

وتلقت عائلة الشاب، وهو من قرية الشبكي في ريف السويداء الشرقي، تسجيلي فيديو، يطلب في الأول وهو موثق اليدين خلف ظهره في منطقة صخرية، من القائمين على المفاوضات الاستجابة لمطالب التنظيم، بينما يوثق الثاني عملية ذبحه. وشكلت هذه المقاطع حلقة الرعب الأخيرة بعد هجمات التنظيم على السويداء، والتي تعد الأكبر والأكثر دموية ضد الأقلية الدرزية التي بقيت الى حد كبير بمنأى عن تداعيات النزاع منذ اندلاعه عام 2011.

ولطالما دأب التنظيم على اتباع ممارسات وحشية. وذاع صيته السيىء منذ عام 2014 من خلال أساليب القتل المرعبة وغير المسبوقة.
ويقول حسن: "يحتاجون الى هدف سهل، وهو ما يفعلونه عند مهاجمة الغرب، هدف سهل من شأنه التسبب بالألم والحاق الأذى". 

وخلال السنوات الماضية، شكلت الأقليات هدفاً لهجمات التنظيم، لا سيما الأقلية الأيزيدية التي هاجم مناطقها في سنجار في العراق، وخطف آلاف النساء والفتيات منها.


ويقول الباحث والأستاذ الجامعي في باريس خطار أبو دياب لـ"فرانس برس" إن "الأفعال والانتهاكات التي استهدفت المدنيين الدروز منذ الأربعاء الأسود (25 تموز) تشبه الى حد كبير تلك التي ارتكبها التنظيم بحق الأيزيديين". ويوضح: "بالنسبة الى هذا المجتمع (الدرزي) التقليدي، فإن أخذ الإناث رهائن يتخطى كل الخطوطه الحمراء". 

خلال سنوات النزاع، نجح الدروز الذين يبلغ تعدادهم نحو 700 ألف نسمة في سوريا، في تحييد أنفسهم. فلم يقاتلوا النظام السوري، ولم ينخرطوا في معاركه. واستعاضوا عن ذلك بحمل السلاح دفاعاً عن مناطقهم، بموجب اتفاق ضمني مع دمشق.

ويعتبر الباحث المتابع لشؤون الجهاديين بيتر فان أوستيين أن "الهجوم على الطائفة الدرزية في السويداء يهدف الى خلق اضطرابات، ومحاولة لدفعهم الى التمرد ضد النظام".
ويقول: "إنه التكتيك القديم للتنظيم بكافة أشكاله: محاولة خلق حالة من الفوضى والاضطراب، واستغلال ذلك في المحصلة لفرض سيطرته". 

وأتقن التنظيم استخدام هذه الاستراتيجية في سنواته الأولى، حين كان يعرف بتسمية "الدولة الاسلامية في العراق"، قبل أن يتمكن من توسيع نفوذه والسيطرة على مساحات واسعة في العراق وسوريا، ويرتبط اسمه بالاعدامات والاعتداءات الوحشية.

ويتوقع الباحث في الشأن السوري فابريس بالانش أن "يواصل التنظيم وغيره من المجموعات الارهابية شن هجمات في سوريا، وأن تبقى الأقليات هدفه الرئيسي".
ويضيف: "حتى لو فقد التنظيم السيطرة على اراض، فسيبقى موجوداً في شكل خفي في سوريا".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم